استمرت المواجهات بين إسرائيل وإيران لليوم التاسع على التوالي، وسط تصعيد عسكري واسع النطاق. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، شنّ ضربات جوية استهدفت "بنى تحتية عسكرية" في جنوب غربي إيران، فيما سمعت أصوات انفجارات قوية في منطقة الأهواز.
في وقت سابق من اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية مركزاً عسكرياً في شيراز، جنوب إيران، تزامناً مع إعلان الدفاعات الجوية الإيرانية اعتراض أهداف جوية فوق المدينة، بحسب وكالة أنباء "مهر". كما تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في العاصمة طهران، ما يعكس حجم التوتر العسكري المتصاعد.
وأسفرت ضربة أخرى على مدينة تبريز، شمال غربي البلاد، عن مقتل أربعة عناصر من الحرس الثوري، وفق وكالة "إيسنا".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان صباح اليوم "القضاء" على القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، سعيد إيزدي، مشيراً إلى أنه كان "حلقة الوصل الأساسية" بين إيران وحركة حماس. وأوضح البيان أن إيزدي تم استهدافه داخل "شقة اختباء سرية" في قم، جنوب طهران.
كما أكد اغتيال بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الوسائط القتالية في فيلق القدس، خلال غارة استهدفت سيارته غرب إيران. وأشار إلى مقتل أمين بور جودكي، الذي وصفه بأنه "قائد مئات الهجمات بالمسيرات" ضد إسرائيل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، استهدفت الضربات مواقع نووية حساسة، من بينها موقع في أصفهان، ما ألحق أضراراً بالغة بالبنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى اغتيال نحو 17 عالماً نووياً إيرانياً منذ بدء الضربات في 13 حزيران، بالإضافة إلى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، من بينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وقائد الحرس الثوري، حسين سلامي.
على الجانب الآخر، ردت إيران بإطلاق أكثر من 450 صاروخاً باليستياً وأكثر من ألف مسيرة هجومية نحو أهداف إسرائيلية، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. ورغم ذلك، أكد الجيش أن معظم الهجمات تم اعتراضها بنجاح عبر منظومات الدفاع الجوي.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات بين الطرفين على خلفية برنامج إيران النووي والدعم الإيراني للفصائل المسلحة في المنطقة. ويُنظر إلى التصعيد الحالي على أنه واحد من أكثر الفصول خطورة في المواجهة بين إسرائيل وإيران، مع تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي.