أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي أن الصدام الحالي بين إسرائيل وإيران كان متوقعاً وحتمياً، لأسباب تتجاوز الملف النووي الإيراني.
ولفت إلى أن أي تقارب بين إيران والولايات المتحدة كان سيؤثر سلباً على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، التي تقدم خدمات للغرب تتجاوز تلك التي تقدمها إيران، حسب تعبيره. واستشهد الفرزلي بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال: "يجرني نتنياهو إلى معركة لا أريدها".
وأضاف الفرزلي أن الهدف من هذه المعركة ليس فقط ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وإنما إسقاط النظام الإيراني أو تقويض هيبته.
وأشار إلى أن إيران تمكنت من استيعاب الصدمة الأولى والرد بقصف تل أبيب وحيفا، مما تسبب في انقسامات داخل إسرائيل وموجة احتجاجات في واشنطن تطالب بوقف الحرب.
حول تأثير الحرب على لبنان، قال الفرزلي إن الساحة اللبنانية لن تكون بمنأى عن تداعيات ما يجري، وإن دخول الولايات المتحدة الحرب يفرض انعكاسات كبيرة على الوضع الإقليمي والمحلي. وأكد أن هناك مخاطر كبيرة تهدد لبنان في ظل التطورات الراهنة.
وأشار الفرزلي إلى أن موقف الثنائي الشيعي، بالتعاون مع رئيس الجمهورية، يسهم في تجنيب لبنان الانزلاق إلى الصراع، موضحاً أن المساعي الأميركية تهدف إلى وضع ترتيبات لإبعاد لبنان عن دائرة التوتر. وأكد أن الموفد الأميركي توم باراك نقل رسائل تطمينية إلى قصر بعبدا وعين التينة بهذا الشأن.
لا يستبعد الفرزلي حدوث مفاجآت، منها انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان استناداً إلى القرار 1701، والدخول في مفاوضات لفصل الساحة اللبنانية عن الإسرائيلية. وأضاف أن خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزاف عون رسم خريطة طريق واضحة تتضمن بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد المؤسسات الرسمية.
يرى الفرزلي أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد تنعكس إيجاباً على لبنان، عبر تقليص المخططات الإسرائيلية المتطرفة التي تستهدف تقسيم المنطقة. وأوضح أن انتخاب رئيس للجمهورية، وخطاب القسم الذي ركز على سيادة الدولة، يعززان حماية لبنان من أي فوضى داخلية.
في الشأن المسيحي، أكد الفرزلي أن المجتمع المسيحي بحاجة إلى فريق ثالث بعيد عن هيمنة الأحزاب التقليدية. وأشار إلى أن القانون الأرثوذكسي هو الأنسب لتحقيق التمثيل الصحيح. وأضاف أن رئيس الجمهورية لن يتدخل في الانتخابات المقبلة، لكنه قد يحظى بتكتل نيابي يدعم برنامجه وخطاب القسم.
.ختاماً، شدد الفرزلي على أهمية ترسيم الحدود مع سوريا وإسرائيل لضمان استقرار لبنان. وأعرب عن تفاؤله بأن لبنان يسير على الطريق الصحيح نحو تعزيز سيادته وتجنب أي صراعات داخلية أو إقليمية