تصاعدت المخاوف العالمية من تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، وسط تحذيرات متزايدة من خبراء حول احتمال وقوع كارثة بيئية تضاهي كارثة تشيرنوبل. هذا القلق يفتح الباب أمام تساؤلات عن مدى خطورة المفاعلات النووية في كل من إيران وإسرائيل، وتأثير استهداف أي منها على المنطقة والعالم.
بحسب خبير الطاقة النووية، علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة الطاقة النووية المصرية الأسبق، فإن مفاعل بوشهر يُعد الأخطر في إيران. وعلى الرغم من أن الوقود النووي المستخدم فيه ضعيف، إلا أن تشغيل المفاعل يولد مواد نووية شديدة الإشعاعية مثل السيزيوم 137 واليود 131 والبلوتونيوم 239.
يُخزن الوقود النووي المستنفد في أحواض مائية للتخفيف من إشعاعيته على مدار سنوات، مما يجعل استهداف هذه الأحواض يشكل كارثة كبرى، قد تتسبب بتلوث إشعاعي يمتد إلى المياه الإقليمية، ويؤثر على محطات تحلية المياه وحركة السفن التجارية في المنطقة.
أما مفاعل أراك، فهو أيضاً شديد الخطورة لاحتوائه على مواد مشعة نتيجة انشطار الوقود النووي داخله. بينما يتمثل خطر مفاعل أصفهان في دوره بتحويل ثاني أكسيد اليورانيوم إلى مواد تُستخدم في تخصيب الوقود النووي، مما يجعله عنصراً رئيسياً في تطوير البرنامج النووي الإيراني.
على الجانب الآخر، يُعد مفاعل ديمونة الإسرائيلي الأكثر خطورة، حيث يعمل بالماء الثقيل ويُنتج البلوتونيوم المستخدم في تصنيع القنابل النووية، بالإضافة إلى غاز التريتيوم المستخدم في القنابل الهيدروجينية.
وفقاً لعبد النبي، فإن استهداف ديمونة قد يؤدي إلى انتشار مواد خطيرة تسبب كارثة بيئية في إسرائيل والدول المجاورة مثل الأردن.
تشهد المنطقة منذ 13 حزيران سلسلة من التصعيدات، حيث شنت إسرائيل غارات استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، واغتالت عشرات القادة العسكريين والعلماء النوويين. من جهتها، ردت إيران بصواريخ ومسيرات، مهددة بالمزيد من التصعيد في أول مواجهة مباشرة بين البلدين.
يحذر الخبراء من أن استمرار الهجمات على المنشآت النووية قد يجر المنطقة إلى أزمة بيئية وإنسانية غير مسبوقة، مما يجعل العودة إلى طاولة المفاوضات ضرورة ملحة لتجنب السيناريو الأسوأ.
الـــمــــزيــــــــــد
