في سياق التجاذبات السياسية الحادة التي تعصف بالساحة اللبنانية، صدر عن هيئة قضاء البترون في "التيار الوطني الحر" بيان شديد اللهجة ردًّا على الخطاب الأخير لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي وصفه البيان بـ"الغوغائي والمزوِّر للتاريخ والحقائق".
وقالت الهيئة في بيانها: "طالعنا المدعو سمير جعجع بخطاب غوغائي، عمد فيه إلى تحريف التاريخ وتزوير الوقائع، وبدورنا نؤكد ما يلي:"أولاً، أشارت الهيئة إلى أن الحياة الحزبية اللبنانية لم تبدأ كما صوّرها جعجع مع الراحل الدكتور جورج سعادة، مشددة على أن "الراحل النائب كميل عقل، والنائب الراحل سايد عقل، ابن شقيقه، كانا ينتميان إلى حزب الكتلة الوطنية وترشّحا باسمه، وكانا عضوين في مكتبه السياسي، ما يدلّ على أن العمل الحزبي في البترون يعود إلى عقود طويلة قبل بروز القوات اللبنانية كشكل حزبي".
ثانياً، انتقد البيان بشدة حديث جعجع عن "الكمائن"، معتبراً أن هذه اللغة ليست جديدة عليه، بل "هي اختصاصه"، بحسب تعبير الهيئة، مشيرة إلى ما وصفته بـ"تاريخ طويل من نصب الكمائن لأبناء بلاد البترون"، والى "ضحايا كُثُر سقطوا نتيجة هذا الغدر".
كما تناول البيان حديث جعجع عن "القرى المحررة"، قائلاً: "مع إجلالنا لبعض المعارك التي خيضت ضد القوات السورية، والتي كانت في إطار الدفاع الأهلي، نرفض أن يحتكرها طرف سياسي بعينه. كما أننا لن ننسى تهجير الأهالي، والسطو على ممتلكاتهم، ونصب الكمائن لهم، من الساحل إلى الجرد، وهي وقائع موثقة في ذاكرة أبناء المنطقة".
ثالثاً، ختم البيان بالإشارة إلى نقطتين رئيستين:
أولاً، أن "تنصيب جعجع نفسه امتداداً لحزب الكتائب هو أمر يخصّ أبناء هذا الحزب العريق، الذين نكنّ لهم الاحترام، وهم وحدهم من يقررون ما إذا كانوا مستعدّين للذوبان في مشروع سمير جعجع".
ثانياً، أن "اعتبار جعجع للمرشح مرسيلينو الحرك من 'فلول السوريين'، رغم تحالفه معه سابقاً في مدينة البترون، يكشف التناقض الواضح في خطابه السياسي، ونترك الرد على ذلك لأهالي المدينة بكل أطيافها".
وختم البيان برسالة سياسية لافتة، جاء فيها: "في الوقت الذي كنّا نعمل فيه على تعزيز الوحدة المجتمعية، أصرّ جعجع على التحدث بلغة الماضي والكمائن، لذلك من حقنا أن نذكّر الجيل البتروني الصاعد بضحايا الغدر والإجرام في تلك المرحلة السوداء من تاريخ لبنان".