أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن قلقه إزاء التدخل العسكري الأميركي إلى جانب إسرائيل في الحرب ضد إيران. وأكد بري في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن الأولوية تكمن في عودة الحوار الأميركي-الإيراني كمسار وحيد لوقف الحرب والحد من التداعيات الكارثية على المنطقة، خصوصاً على لبنان الذي يواجه تحديات غير مسبوقة.
التدخل الأميركي أثار موجة قلق في الأوساط اللبنانية، وسط تساؤلات حول الخطوة التالية لإيران. هل ستستهدف القواعد الأميركية في الدول المجاورة أم ستكتفي بتوسيع ردها على إسرائيل؟ وبينما أُسديت نصائح لطهران بعدم إشراك دول تضامنت معها في الصراع، يبقى القلق اللبناني مشروعاً، خصوصاً مع تأكيد بري أن "حزب الله" لن يتدخل في الحرب "200 في المائة".
أكدت مصادر قريبة من "الثنائي الشيعي" أنه لا يوجد أي تباين بين مواقف بري و"حزب الله"، مشددةً على أن الطرفين يتفقان على ضرورة تحييد لبنان عن المواجهة. ووفقاً للمصادر، فإن "حزب الله" صامد في موقفه الرافض للانخراط في الحرب، ولن يمنح إسرائيل أي ذريعة لتوسيع هجماتها على لبنان، مع استمرار تضامنه المبدئي مع إيران.
علمت "الشرق الأوسط" أن جهوداً دبلوماسية مكثفة قادها السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا، توماس برّاك، لمحاولة تهدئة التصعيد. ووعد برّاك بزيارة لبنان قريباً للتباحث في ضمان تطبيق القرار "1701" وتعزيز الاستقرار.
يشير مراقبون إلى أن "حزب الله" يواجه معضلة معقدة، إذ إن انخراطه في الحرب سيؤدي إلى موجة نزوح من الجنوب والضاحية الجنوبية، ما يضع أعباء مالية كبيرة على الدولة اللبنانية التي تعاني أصلاً من أزمة اقتصادية خانقة. وفي ظل المزاج الشيعي الذي يرفض تجدد الحرب، بات "حزب الله" يركّز على التضامن مع إيران دون الزج بلبنان في أتون مواجهة مدمرة.
أجمع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ونبيه بري على ضرورة العودة إلى الحوار ووقف العدوان الإسرائيلي على إيران. وركّزت تصريحاتهم على أهمية الالتزام بالقرار "1701"، الذي يضمن وقف التصعيد في الجنوب اللبناني وحصر السلاح بيد الدولة.
الهجمات الإسرائيلية على إيران، بدعم أميركي، شملت مواقع نووية رئيسية، ما أدى إلى تصعيد غير مسبوق. وبينما تسعى إيران للرد، تواجه خيارات معقدة، وسط انقسامات داخلية بين التصعيد أو التفاوض. وتشير تقارير إلى أن واشنطن تهدف لخلق ضغط سياسي لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات.