المحلية

ليبانون ديبايت
الاثنين 23 حزيران 2025 - 10:04 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

مسيحي أخرج “المستقبل” وأبو فاعور عن طورهما… وفضح وجههما الحقيقي؟

مسيحي أخرج “المستقبل” وأبو فاعور عن طورهما… وفضح وجههما الحقيقي؟

"ليبانون ديبايت"

في البقاع الغربي، انتُخب رئيس بلدية مشغرة، أسكندر بركة، رئيسًا لاتحاد بلديات البحيرة، في سابقة نادرة تولّى فيها مسيحي هذا المنصب من دون أي منافسة. نال 9 أصوات مقابل 10 أوراق بيضاء، في دلالة صريحة: الاعتراض ليس على الرجل، بل على انتمائه الطائفي.

النتيجة التي جاءت نتاج عملية ديمقراطية هادئة، فجّرت ردود فعل لا تقل طائفية عن زمن الانقسام، صدرت من “تيار المستقبل” والنائب وائل أبو فاعور، اللذين لم يجدا حرجًا في إعادة النفخ بلغة “الأعراف” و”التفاهمات التاريخية”، وكأن صندوق الاقتراع مجرّد غطاء شكلي لترتيبات مذهبية وطائفية.


لم يتحدّث أحد منهم عن كفاءة، ولا عن برنامج، ولا عن إنماء. ما قيل وما كُتب لا يتجاوز البكاء على توازن طائفي مزيّف، وكأن رئاسة الاتحاد منصب محجوز لطائفة دون أخرى، في منطقة مختلطة يعيش فيها المسيحيون منذ عقود تحت سقف التهميش الإداري والتمثيلي. أن ينتفض بعضهم اليوم لأن المسيحيين حصلوا على موقع واحد ضمن تركيبة تزدحم بالمحاصصة، فتلك قمّة الوقاحة السياسية.


هذه اللغة المقيتة، المتعصّبة، التي لا ترى في المواطن إلا مذهبه، يستحسن بأصحابها أن يخجلوا من أنفسهم. فمن المعيب على من يعتبر نفسه “قياديًا وطنيًا” أن يعترض على نتيجة صندوق الاقتراع لأنه لم تُعجبه طائفة الفائز. ومن المعيب أكثر أن يُختصر التنوّع اللبناني بحسابات عددية، بدل أن يكون فرصة لشراكة حقيقية، لا بشروط مسبقة ولا بأعراف مختلقة.


أسكندر بركة لم يهبط بالمظلّة، ولم يُفرض من خارج السياق المحلي. هو ابن مشغرة والاتحاد، ومَن انتخبه يعرفه جيدًا. فهل المطلوب أن نعيد انتخاب رئيس اتحاد فقط لأنه من طائفة “مقبولة” بالنسبة إلى مرجعيات الطوائف الأخرى؟ وهل باتت “الورقة البيضاء” وسيلة للاعتراض على الهوية الدينية بدل أن تكون موقفًا سياسيًا فعليًا؟


إن انتخاب مسيحي رئيسًا لاتحاد بلديات في منطقة مختلطة ليس خرقًا للأعراف، بل خرق لجدار الطائفية المتحجّرة. أما التباكي على “الميثاقية” من طرفين تجاهلا لسنوات مطالب المسيحيين في البقاع، فهو مجرّد استعراض رخيص لا يصمد أمام أبسط معايير الإنصاف.


ما حصل ليس أزمة… بل فرصة. فرصة لتصحيح المسار، والانقلاب على ذهنية مريضة، وتكريس مبدأ أن المناصب ليست ملكًا لطائفة، بل مسؤولية أمام كل المواطنين.


فليصمت كل من يرى في صندوق الاقتراع تهديدًا لموقعه الطائفي. لبنان لن يُبنى بهذه اللغة المهترئة، ولا بمنطق “الطائفة أولًا”… بل بمن يستحق، أيًّا تكن طائفته.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة