انتقد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الهجوم الأميركي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرًا أنه "ضربة موجعة لنظام منع الانتشار النووي ونظام الأمن الدولي". وأشار عراقجي، في تصريحات لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، إلى أن الهجوم أثار تساؤلات حول فعالية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مؤكدًا أن الخطوة الأميركية تُعدّ "ضربة قاصمة" لمنظومة منع الانتشار النووي، وقد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الدولي.
وأكد عراقجي أن منشآت الدول الأعضاء في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية يجب أن تبقى تحت حماية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن العديد من الدول عبّرت عن مخاوف مشابهة.
ويعد هذا الهجوم أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة لدعم إسرائيل، التي بدأت في 13 حزيران الجاري عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية، أبرزها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من العلماء والقادة الإيرانيين البارزين، منهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري.
وردًا على العملية، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ"مصير مرير"، وأطلقت إيران في الساعات الأولى من الرد عملية عسكرية مضادة تحت اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية. وأعلنت طهران أن العملية ستستمر طالما دعت الضرورة.
من جانبها، بررت إسرائيل هجماتها بأن إيران بلغت "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم، مما يجعلها قريبة من امتلاك سلاح نووي. وهو ما تنفيه إيران التي تؤكد سلمية برنامجها النووي.
هذا التصعيد العسكري المتبادل أثار حالة من الترقب في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من احتمالية تحوله إلى نزاع إقليمي واسع، ودعوات دولية وعربية لخفض التصعيد وتحذيرات من عواقب الاستمرار في التصعيد.