مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، هيمن التقدم التكنولوجي العسكري الألماني على مشهد الصراع، مما أثار قلق البريطانيين والفرنسيين. استطاع الألمان بفضل تفوقهم التكنولوجي، ولا سيما في مجالات الدبابات والطائرات، تحقيق انتصارات سريعة، مثل غزو بولندا في الأسابيع الأولى من الحرب.
ومن بين الأسلحة التي أرّقت البريطانيين، برزت الطائرة فوكه وولف فو 190، التي تميزت بسرعتها الفائقة وقدرتها المذهلة على المناورة. إلا أن خطأ طيار ألماني عام 1942 مكّن البريطانيين من الحصول على نموذج سليم لهذه الطائرة، مما غيّر معادلة التفوق الجوي في الحرب.

في حزيران 1942، تلقى الطيار الألماني أرمين فابر أوامر بالتحليق مع زملائه لاعتراض قاذفات قنابل بريطانية من طراز بوسطن. أثناء اشتباك مع مقاتلات سبيتفاير البريطانية، انفصل فابر عن زملائه وتاه في الجو. بعد أن فقد وعيه مؤقتاً واستعاد سيطرته على الطائرة، أخطأ في الاتجاه، وحلق شمالاً بدلاً من الجنوب.
اعتقاداً منه أنه في فرنسا، هبط فابر بطائرته في قاعدة بيمبري البريطانية، مما أثار دهشة المسؤولين الذين لم يصدقوا رؤية طائرة ألمانية سليمة تهبط في أراضيهم.

بعد أسر فابر ونقله إلى مركز اعتقال في كندا، تم تحويل الطائرة إلى مختبرات سلاح الجو الملكي البريطاني. بدأت دراسة الطائرة وفحص تصميمها بهدف كشف أسرارها التقنية. يوم 3 تموز 1942، انطلقت التجارب الأولى على الطائرة الألمانية.

بفضل هذه الدراسات، أدخل البريطانيون تحسينات على مقاتلاتهم سبيتفاير، مما مكنها من مواجهة الطائرة الألمانية بفعالية أكبر.
مع اكتمال التجارب والتحقيقات، قرر البريطانيون تفكيك الطائرة يوم 13 أيلول 1943 وإتلافها، حفاظاً على سرية ما تعلموه من التكنولوجيا الألمانية.
لطالما كانت الحرب العالمية الثانية ميداناً لصراع التكنولوجيا. تمكن البريطانيون من الحصول على العديد من الأسرار التكنولوجية الألمانية، مثل صواريخ V-2، التي شكلت أساساً لتطوير تقنيات صاروخية لاحقاً.