المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 24 حزيران 2025 - 07:30 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

مبادرة وطنية تحوّلت إلى مناسبة لإقصاء نواف سلام

مبادرة وطنية تحوّلت إلى مناسبة لإقصاء نواف سلام

“ليبانون ديبايت”


في وقتٍ تتقدم فيه المبادرات الفردية والمؤسساتية لسدّ الفراغ الذي تخلّفه مؤسسات الدولة، برزت مؤخرًا مبادرة وطنية هدفت إلى إعادة إحياء وسط بيروت، من خلال مشروع مزدوج لإضاءة ساحة النجمة وتأهيل ساحة الشهداء. إلا أن هذه المبادرة، التي انطلقت بدافع إنمائي بحت، تحوّلت في الكواليس إلى ساحة لتصفية حسابات سياسية، أفضت إلى تهميش واضح لرئيس الحكومة نواف سلام.


المبادرة بدأت برعاية مباشرة من الرئيس سلام، وبتعاون إعلامي مع قناة “MTV”، فيما تولّى تمويلها عدد من رجال الأعمال والهيئات الاقتصادية، وبمواكبة من محافظة بيروت. وكان من المفترض أن يُطلق المشروع في 28 آذار، إلا أن التهديدات الإسرائيلية في حينه دفعت إلى تأجيل الموعد.


لاحقًا، انضمت شركة “سوليدير” إلى المشروع وأبدت استعدادها لتوسيعه ليشمل ساحة الشهداء، ما تطلّب مضاعفة التمويل وإشراك مجلس الإنماء والإعمار في الجهد التنفيذي. وبالرغم من أن كل مراحل العمل تمّت برعاية ومتابعة مباشرة من رئيس الحكومة، تبيّن مع اقتراب موعد الافتتاح منتصف حزيران، أنّ حسابات سياسية بدأت تطغى على الطابع الوطني للمشروع.


فقد دخل القصر الجمهوري على الخط، حيث سعى بعض المسؤولين إلى فرض رعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للافتتاح، وإدراج اسمه منفردًا على اللوحة التذكارية. ووفق المعلومات، تم الاتصال بمحافظ بيروت والجهات المنظمة لفرض هذا المسار، ما أدى إلى تأجيل الموعد مجددًا.


المفاجأة تمثّلت في استبعاد رئيس الحكومة نواف سلام من لائحة المدعوّين الرسميين، رغم كونه من أبرز داعمي المشروع ومن سعى إلى تذليل العقبات أمامه. وتشير المعلومات إلى أنّ اتصالًا جرى بين رئيس الجمهورية وسلام صباح يوم الافتتاح، عُرض فيه على الأخير الحضور إلى جانبه، إلا أنّ الرئيس سلام اعتذر، رافضًا أن يُحصر حضوره في خانة “الرمزية البروتوكولية”، لمشروع كان أحد أبرز عرّابيه.


مصادر متابعة رأت في هذا الاستبعاد “افتقادًا فاضحًا لمقام رئاسة الحكومة”، معتبرة أنّ تغييب الرئيس سلام لا يمكن تفسيره إلا كمؤشر سلبي يضعف صورة الدولة الجامعة.


وفي لقطة بالغة الرمزية، جلس رئيس الجمهورية في مقهى Place de l’Étoile، وهو آخر مكان زاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل اغتياله. وقد رأى متابعون أنّ اللحظة كانت تستحق إشارة رمزية إلى الحريري، الذي يُعدّ باني الوسط التجاري، ولا تزال بصماته حاضرة في كل زاوية من زوايا العاصمة. وتمنّى البعض لو أنّ الرئيس عون استذكره بكلمة، ولو عابرة، في مناسبة كهذه.



اللوم الأكبر وُجّه إلى رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير، أحد أبرز الداعمين للمشروع، والذي شارك في تنظيمه، لكنه غيّب رئيس الحكومة عن مشهد الافتتاح، رغم حضوره الدائم إلى جانب السراي في مختلف المناسبات.


وهكذا، خُتمت المبادرة بلا صورة جامعة ولا مشهد وطني موحّد، بعدما تحوّل مشروع واعد إلى فرصة مهدورة لإظهار وحدة الدولة ومؤسساتها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة