وفي هذا الإطار، لا تخفي مصادر متابعة لمسار اللقاء أنه أتى بعد سلسلة مواقف غير معلنة فيها الكثير من النقد لأداء رئيس الجمهورية من حزب القوات اللبنانية، لذلك فإنها لم تكن جلسة غسيل قلوب بقدر ما كانت جلسة مصارحة، فاتفق الرجلان على أن الخلاف بينهما ليس على المبادئ التي اعتراها واحدة بالنسبة لهما، لكن الخلاف حول طبيعة مقاربة هذه المبادئ لا سيما ما يتعلق بملف سحب سلاح حزب الله.
وتؤكد المصادر أن حزب القوات ورئيسه يستعجلون حسم الملف بدون دراسة أبعاده وتداعياته على الواقع في حال قررت الدولة فرضه بالقوة، فيما لرئيس الجمهورية محاذير من هذا الموضوع تتعلق بالتداعيات التي يمكن أن تحصل إذا ما حاول القيام بما يطلبه حزب القوات.
ويأخذ الرئيس، على حد تعبير المصادر، حيثيات العيش المشترك بالحسبان واحتمال الذهاب إلى فتنة في حال ركب موجة المطالبية بنزع السلاح بالقوة، فهو ابن المؤسسة العسكرية ويعلم تماماً المحاذير والمطبات التي يمكن أن تقع فيها أية دعسة ناقصة بهذا الاتجاه، لذلك يقارب الموضوع بكل عقل منفتح يقابله انفتاح من حزب الله.
ولكن ليس ملف السلاح هو الوحيد الذي تمت مناقشته في اللقاء، فالكثير من الملفات جرى استعراضها من الملفات الاقتصادية إلى موضوع الانتخابات والقانون الانتخابي إلى الموضوع الفلسطيني، حيث كان اللقاء إيجابياً في مقاربة كافة هذه الملفات لأن الخلاف بين الرجلين، كما تؤكد المصادر، ليس جوهرياً حول كافة الملفات.