أعلنت السلطات الإيرانية عن تنظيم جنازة رسمية، يوم السبت المقبل في طهران، لتوديع كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قُتلوا خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي استمرت 12 يوماً وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الثلاثاء الماضي.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" بأن مراسم التشييع ستبدأ اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي في العاصمة طهران، وستشمل قادة عسكريين بارزين وعلماء متخصصين في المجال النووي لقوا حتفهم في الضربات الجوية الإسرائيلية التي وصفتها الوكالة بـ"غير المسبوقة".
كما ذكرت "إرنا" أنه ستُقام يوم الخميس المقبل جنازة خاصة للواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الذي استُشهد في اليوم الأول من الحرب خلال ضربة استهدفت مقره. ويُعتبر سلامي من أبرز الوجوه العسكرية في إيران، ومقرباً من المرشد علي خامنئي، وكان يُعرف بخطاباته النارية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، وكان أحد أبرز مهندسي السياسة الدفاعية الإيرانية خلال العقد الماضي.
وكانت إسرائيل قد شنت في 13 حزيران حملة جوية مكثفة استهدفت مواقع نووية ومراكز أبحاث وقواعد للحرس الثوري في أنحاء مختلفة من إيران، في محاولة لإضعاف البنية التحتية النووية الإيرانية و"شلّ مشروعها العسكري"، وفق تصريحات تل أبيب. وأسفرت هذه الضربات عن مقتل عشرات القادة والخبراء، بينهم علماء مرتبطون ببرامج التخصيب والتكنولوجيا النووية.
وحسب وزارة الصحة الإيرانية، بلغ عدد القتلى المدنيين جراء الحرب 610 أشخاص، فيما أصيب أكثر من 4700 آخرين. أما الجانب الإسرائيلي، فأعلنت سلطاته مقتل 28 شخصاً من قواته، في واحدة من أكثر المواجهات المباشرة دموية بين الطرفين منذ عقود.
وبالرغم من دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، لا تزال أجواء التوتر تسود الشارع الإيراني، حيث شهدت عدة مدن مسيرات شعبية للمطالبة بالثأر، وسط انتقادات داخلية لأداء السلطات السياسية والعسكرية خلال الحرب.