عادت مدارس تل أبيب اليوم الأربعاء إلى استقبال الطلاب بعد انقطاع دام 12 يوماً بسبب الحرب مع إيران، التي أجبرت الأطفال على التقيّد بالبقاء في الغرف الآمنة والملاجئ رفقة أولياء أمورهم طوال فترة التصعيد العسكري. وسط أصوات الموسيقى وحمل الأطفال حقائبهم الملونة، بدا مشهد العودة إلى المدارس مؤشراً واضحاً على عودة الحياة الطبيعية في إسرائيل بعد أيام طويلة من التوتر والخوف.
خلال الصراع، قضت العديد من الأسر التي تملك غرف آمنة داخل منازلها معظم وقتها هناك، بينما لجأ من يعتمدون على الملاجئ العامة إلى الهروب إليها مع إطلاق صفارات الإنذار، مما أخل بنظام حياتهم وأربك نومهم.
بدأت إسرائيل حملة عسكرية على إيران في 13 حزيران، بهدف تدمير القدرات النووية لطهران، واغتالت في الغارات عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وأكدت السلطات الإيرانية مقتل 610 أشخاص وإصابة نحو خمسة آلاف نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
في المقابل، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل أدت إلى مقتل 28 شخصاً على الأقل وألحقت أضراراً بمئات المباني، قبل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء الثلاثاء الماضي.
وعلى الرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها نسبياً في تل أبيب، عبر السكان عن مشاعر مختلطة بين الارتياح والأمل في سلام دائم مع إيران، والقلق من استمرار حرب غزة والرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.
وفي الوقت نفسه، تواصل العنف في قطاع غزة، حيث قتل ما لا يقل عن 40 فلسطينياً جراء القصف الإسرائيلي، وسط أوامر بإجلاءات جديدة. وتؤكد السلطات الصحية في غزة مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى نزوح واسع النطاق وحالة مجاعة تفاقمت جراء الحصار المستمر.
هذا التصعيد يأتي في ظل استمرار الصراع المستعصي بين إسرائيل والفلسطينيين، وسط جهود دولية وميدانية محمومة لوقف العنف والتوصل إلى تسوية تحفظ حقوق المدنيين وتعيد الأمن والاستقرار للمنطقة.