لكن الدكتور سالم يستبعد في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، حصول مثل هذا السيناريو، وذلك على الأقل، قبل انطلاق المفاوضات وحصول اتفاق بين إيران والولايات المتحدة.
وإذ يعتبر سالم، أن الردّ الإيراني على الضربة التي وجّهتها الولايات المتحدة لمنشآتها النووية، كان هزيلاً جداً، ولم يصل إلى مستوى حجم الردّ على اغتيال قاسم سليماني، حيث يجد سالم أن هذا الحجم يحمل دلالةً واضحة على أن النظام الإيراني يتهيّب الوضع والأخطار الحالية، والتي قد تدفعه إلى الموافقة على الشروط الأميركية.
وعن هذه الشروط يقول الدكتور سالم، إنها تختلف عن الشروط التي كانت مطروحة في المفاوضات السابقة، والتي كانت تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه بعد الحرب، بات ملف الميليشيات المتحالفة مع إيران أو الساحات المتضامنة معها على طاولة التفاوض، إنما لم تقرّر إيران بعد التفاوض.
وفي حال العودة إلى جلسات التفاوض الأميركي ـ الإيراني، يشير سالم إلى "مجموعة شروط وليس مفاوضات"، حيث ستكون طهران أمام خيار القبول بالشروط أو رفضها والتعرّض لضربات إسرائيلية قد تكون عسكرية أو مخابراتية تستهدف نظامها الذي أصبح في موقع ضعيف في الداخل كما في الخارج.
إنما في حال اختارت إيران الإنخراط في المسار التفاوضي مع واشنطن، يؤكد سالم، أنها ستحمي نظامها من خطر تاريخي كبير ومن أي ضربات إسرائيلية في المستقبل.
ورداً على سؤال عن نتائج حرب ال12 يوماً، يكشف سالم أن الحرب الإسرائيلية بدأت منذ عام، وذلك بالضربة القاضية التي وجّهتها إسرائيل ل"حزب الله"، الذي كان الجسم الإيراني الأساسي الرادع لإسرائيل، فيما كانت الصواريخ الإيرانية الباليستية تشكل خطة الردع الثانية، والتي سقطت عندما وصلت اسرائيل إلى مرحلة التحليق بحرية في الأجواء الإيرانية.
ويعتبر سالم، أن الضربة الأميركية أنهت البرنامج النووي الإيراني لسنوات عديدة، كما كانت بمثابة جرس الإنذار للنظام، الذي يضع أولوية البقاء على الإيديولوجية، وقد تعاطى مع الواقع العسكري وفق أولوية البقاء، فدفع باتجاه وقف الهجوم الإسرائيلي ووافق على وقف النار، فيما إسرائيل، التي كانت ترفض وقف النار، قد اضطرت للموافقة، بعدما بدأ ينفد مخزونها من الصواريخ المضادة للصواريخ الإيرانية، بحيث ضغطت واشنطن لوقف النار بهدف شراء الوقت لإسرائيل من أجل إعادة تعزيز الدفاعات الإسرائيلية مقابل الصواريخ الإيرانية.