لا تزال تداعيات الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تُثير جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والاستخباراتية في واشنطن. وبينما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية بأنها "ضربة قاصمة" لقدرات إيران النووية، أظهرت تقارير استخباراتية تبايناً في تقييم النتائج ومدى تأثير الهجمات على البرنامج النووي الإيراني.
استهدفت الضربات ثلاث منشآت رئيسية، هي فوردو ونطنز وأصفهان. ووفق تقرير أولي لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، تراوح مستوى الدمار بين "متوسط وشديد"، متوقعةً أن يتأخر البرنامج النووي الإيراني "عدة أشهر فقط". لكن التقرير حذّر من ضعف الثقة بهذه الاستنتاجات بسبب حداثة المعلومات واحتمال وجود منشآت غير مكتشفة.
من جهة أخرى، قدّمت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) صورة مختلفة بعد أيام، حيث أشار مديرها جون راتكليف إلى أن "معلومات جديدة وموثوقة" تؤكد تدمير منشآت بالكامل، مما سيعطّل قدرات إيران النووية لسنوات.
تفاصيل الضربات
-فوردو: منشأة مدفونة تحت الجبال ومحمية بمئات الأمتار من الخرسانة المسلحة. أي أضرار بها قد تجعلها غير صالحة للاستخدام على المدى القريب.
-نطنز: مركز أساسي لتخصيب اليورانيوم تعرّض لهجمات وصفت بالدقيقة والعنيفة.
-أصفهان: منشأة لتحويل غاز اليورانيوم إلى مواد صلبة تمهيداً لتصنيع أسلحة نووية.
ورغم حجم الدمار، أثارت تقارير دولية، منها الصادرة عن وكالة الطاقة الذرية الدولية (IAEA)، شكوكاً بشأن فعالية الضربات، مشيرةً إلى أن إيران ربما نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب قبل الهجمات.
داخل الكونغرس، عبّر عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي عن قلقهم إزاء ما وصفوه بـ"تسييس المعلومات الاستخباراتية". واستحضر السناتور مارك وارنر سيناريو العراق عام 2003، عندما اعتمدت إدارة جورج بوش تقارير غير مؤكدة لتبرير غزو العراق.
تجدر الإشارة إلى أن تلك الحقبة شكّلت درساً قاسياً في مخاطر استخدام المعلومات الاستخباراتية لتحقيق أهداف سياسية، حيث تبيّن لاحقاً أن المزاعم حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل كانت غير دقيقة.