تباينت تحليلات المحللين بشأن الهجمات الإسرائيلية (13-24 حزيران الجاري) والأمريكية (22 حزيران) على إيران، وسط اتفاق عام على أهداف مثل تدمير البرنامج النووي الإيراني، إضعاف القدرات الصاروخية، وربما تغيير نظام الحكم. ومع ذلك، لفت كل من جون ميرشايمر، أستاذ العلاقات الدولية، ومارتن جاك، الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا، الأنظار إلى ما وصفاه بـ"الزاوية العمياء" التي لم ترها معظم التحليلات، والتي تكشف هدفين رئيسيين غير معلنين للحرب: توفير غطاء لحرب التطهير العرقي في غزة والضفة الغربية, وتعزيز الهيمنة الإسرائيلية على الشرق الأوسط وتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى".
تشير التحليلات إلى أن الهجمات الإسرائيلية-الأمريكية على إيران استخدمت كستار للتمويه على عمليات تطهير عرقي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. ووفقًا لميرشايمر، فإن تحقيق الأهداف المعلنة للهجمات على إيران كان مستحيلاً دون غزو شامل، وهو أمر غير وارد، ما يجعل الغطاء السياسي والميداني للحرب أحد أبرز أهدافها.
وأعادت تقارير إيرانية ودولية تأكيد هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن المفاوضات النووية السابقة بين الولايات المتحدة وإيران ربما كانت غطاءً لاستعدادات الهجمات، حيث أظهرت واشنطن وتل أبيب إصرارًا على مطالب غير قابلة للتحقيق، مثل وقف تخصيب اليورانيوم وتقييد الصواريخ الباليستية، رغم علمهما برفض إيران المطلق لذلك.
يجزم ميرشايمر بأن الهجمات أتاحت لإسرائيل فرصة لتكثيف عملياتها في غزة والضفة الغربية. ويرى أن حكومة بنيامين نتانياهو تستخدم الحرب كذريعة لإجبار الفلسطينيين على الهجرة واستكمال مشروع التطهير العرقي.
في مقابلة مع وكالة الأناضول، أوضح مارتن جاك أن الأهداف الإسرائيلية تتجاوز تدمير إيران إلى بناء مشروع هيمنة إقليمية شامل، يشمل تقويض أي وسيلة للردع لدى دول المنطقة. ووفق جاك، فإن حكومة نتانياهو ترى في هذا التوقيت فرصة لترجمة أسطورة "إسرائيل الكبرى"، التي تتعدى فلسطين التاريخية لتشمل أجزاء من مصر وسوريا والأردن ولبنان.
تسببت الهجمات في إبراز فكرة "القوة التي لا تُردع"، التي تسعى إسرائيل لترسيخها عبر استهداف مواقع نووية إيرانية (فوردو، نطنز، وأصفهان) وتكثيف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية.
تعكس العلاقة الوثيقة بين ترامب ونتانياهو تعاونًا غير مسبوق، حيث اعتبر الأخير أن الضربات الأمريكية كانت تعبيرًا عن "التزام واشنطن بأمن إسرائيل". وأثنى ترامب على "تنسيقه المثالي" مع نتانياهو، مؤكدًا أن الهجمات كانت موجهة بالدرجة الأولى لضمان أمن إسرائيل.