أثار الكاتب والمحلل السياسي بيتر سوسيو في مقاله بمجلة "ناشونال إنترست" تساؤلات حول فاعلية الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت إيران النووية ضمن عملية "مطرقة منتصف الليل"، رغم التصريحات الأميركية التي أكدت "تدميرها تماماً".
نفذت الولايات المتحدة الضربة باستخدام قاذفات "بي-2 سبيريت" وقنابل GBU-57/B الخارقة للتحصينات، والتي استُخدمت لأول مرة في هجوم على منشأة فوردو النووية الإيرانية. وتزن القنبلة 30 ألف رطل، وقد صُممت لاختراق التحصينات العميقة، لكنها واجهت تحديات بسبب البنية المتقدمة للمنشأة.
رغم هذه الضربة، نقلت تقارير استخباراتية أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال "سليماً بدرجة كبيرة". ويُعزى ذلك إلى استخدام إيران للخرسانة فائقة الأداء (UHPC) في بناء منشأة فوردو، وهي مادة تتمتع بمقاومة استثنائية للانفجارات والقوى الحركية.
على مدى عقود، تطور سباق التسلح بين الأسلحة الخارقة والتحصينات المحصنة. وبدأت القوى العسكرية بتطوير مواد جديدة، مثل الخرسانة الطبقية المتقدمة (FGCC) التي تعمل الصين على اختبارها، مما يزيد من التحديات أمام الأسلحة التقليدية.
ويشير الخبراء إلى أن مواجهة التحصينات المتطورة قد تتطلب حلولاً جديدة، مثل الصواريخ الفرط صوتية التي تعتمد على الطاقة الحركية بدلاً من التفجيرات الكيميائية. ويعيد هذا السباق إلى الأذهان تطور الأسلحة الذي غيّر موازين القوى في الماضي، حين أسقطت المدافع أسوار القلاع الأوروبية.