أثار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط اهتمام المتابعين بعد نشره عبر حسابه على "إكس" صورة لـ "بوابة كل الأمم" في برسيبوليس، عاصمة الإمبراطورية الأخمينية القديمة في إيران، دون أي تعليق مرفق، تاركًا المجال واسعًا للتأويل.
يأتي هذا النشر في وقت دقيق يشهد تصاعدًا في التوتر الإقليمي بين إسرائيل وإيران، وضغوطًا متزايدة على حزب الله في لبنان، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع.
البوابة التي كانت مدخلًا مهيبًا للإمبراطورية الفارسية، وتستقبل وفود الأمم الخاضعة لها، تُقرأ في سياق اللحظة الراهنة كـ تلميح إلى عمق النفوذ الإيراني التاريخي في الشرق الأوسط، وإلى تعددية القوى التي رضخت على مرّ العصور لمراكز الثقل الإقليمي.
جنبلاط، المعروف باستخدامه للصور والرمزيات في إيصال رسائل مبطنة، ربما اختار هذا المعلم تحديدًا ليذكّر بأن الدور الإيراني ليس طارئًا على الجغرافيا السياسية للمنطقة، وأن العلاقات بين الأمم كثيرًا ما مرت عبر "بوابات" النفوذ الكبرى.
في المقابل، لا يخلو توقيت المنشور من دلالة قد تكون تحذيرًا مبطنًا من مغبة تجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا في رسم السياسات، أو ربما إشارة إلى هشاشة مواقف بعض الأطراف في مواجهة القوى الإقليمية المتجذرة.
هكذا، يواصل جنبلاط اعتماد لغة الرموز واللوحات والصور التاريخية بدل التصريحات المباشرة، ما يضفي مزيدًا من الغموض على رسائله ويُبقي الساحة السياسية في لبنان مفتوحة أمام التأويل والتحليل.