أعلنت أوكرانيا انسحابها الرسمي من اتفاقية أوتاوا التي تحظر استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، معلنة أن استخدام الجيش الروسي لهذه الألغام منح موسكو ميزة ميدانية واضحة في الصراع الدائر.
وجاء القرار بعد توقيع الرئيس فولوديمير زيلينسكي على قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني الصادر في 29 حزيران 2025، وفق بيان رسمي نشرته الرئاسة الأوكرانية.
وأوضحت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان منفصل أن أوكرانيا كانت قد صادقت على الاتفاقية عام 2005 والتزمت بتنفيذ جميع التزاماتها حتى اليوم. وأشارت إلى أن روسيا ليست طرفاً في الاتفاقية، وأن استخدامها للألغام المضادة للأفراد في النزاع يمنحها أفضلية ميدانية غير عادلة.
وأكد البيان أن الظروف الأمنية الحالية لم تكن متوقعة عند توقيع الاتفاقية، ووضعت أوكرانيا في موقف غير متكافئ يقيّد حقها المشروع في الدفاع عن النفس، حسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت الخارجية أن النزاع الروسي الأوكراني دفع عدة دول في المنطقة مثل لاتفيا، وليتوانيا، وإستونيا، وبولندا، وفنلندا إلى إعادة النظر في التزاماتها تجاه اتفاقية أوتاوا، مشيرة إلى التدهور الأمني الكبير في المنطقة.
وأوضحت أن قرار الانسحاب جاء صعباً لكنه ضروري لمواجهة التهديدات المتزايدة ولضمان بقاء أوكرانيا كدولة ذات سيادة ومستقلة. كما شددت على أن الجرائم التي ترتكبها روسيا بحق الشعب الأوكراني تستوجب إعطاء أولوية قصوى لأمن المواطنين والدفاع عن البلاد.
وكانت اتفاقية أوتاوا، المعروفة أيضاً باسم "اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد"، دخلت حيز التنفيذ في 1 آذار 1999، وتهدف إلى حظر إنتاج واستخدام وتخزين ونقل الألغام الأرضية المضادة للأفراد، مع إلزام الدول الأطراف بتدمير مخزوناتها.
وتضم الاتفاقية حتى الآن 164 دولة، بينها 132 دولة وقعت وصدقت عليها، في حين لم توقع عليها 12 دولة من بينها روسيا، والصين، والولايات المتحدة، والهند، وإيران، وغيرها، والتي تحتفظ بحق إنتاج الألغام.