أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن "الإمام الحسين قدّم الوعي كأساس لأي مشروع أو نهضة أو خيار، وجعل من الثورة أداة لبلوغ الحق، لا وسيلة لحماية فاسد أو طاغية، سواء كان فردًا أو كيانًا أو جماعة".
وشدّد على أن الإمام الحسين "تميّز بثورته عن الدين السلطوي المزيّف، ودعا إلى عدم الانخداع بالمظاهر الدينية والدعاية السياسية الزائفة"، مؤكداً أن "الميزان عند الله هو الحقّ نفسه، لا النفاق السياسي أو الشعارات الدينية المزيفة".
وأضاف: "الإمام الحسين قدّم أعظم التضحيات، بذل روحه وأهل بيته وأصحابه، ليكسر أصنام السلطة الدينية الفاسدة ويفضح الأكاذيب التي تُسوّق عبر مواقع النفوذ والطغيان". وتابع: "ثورة الحسين ليست لحظة تاريخية فحسب، بل قضية تمتد بعمق الرسالة النبوية والعدالة الإنسانية، وترتبط بمسؤوليات الإنسان تجاه الحق والكرامة".
وفي الشأن الإقليمي، أشار قبلان إلى أن "المنطقة تمر بأزمة غير مسبوقة، والحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل كشفت هشاشة الكيان الإسرائيلي أمام الصواريخ الإيرانية، وأكدت أن الردع الإيراني بات فاعلاً، وأن مشروع السيطرة على الشرق الأوسط اصطدم بواقع جديد تفرضه طهران".
واعتبر أن "لبنان يبقى جزءًا من هذه اللعبة الإقليمية التي ترسمها واشنطن، محذرًا من الأبواق السياسية المتصهينة التي تطال صميم قوة لبنان"، مؤكداً أن "لا شيء أهم اليوم من الوحدة الوطنية ومنع الفتنة الداخلية".
وهاجم الرهان على الولايات المتحدة، قائلًا: "التعويل على الضامن الأميركي كشف لبنان أمام كارثة سيادية"، مشدداً على أن "مجلس الأمن تحوّل إلى مذبح دولي لحقوق الشعوب، والمنطقة دخلت مرحلة غموض ناري، تتطلب شجاعة استثنائية من الدولة اللبنانية".
وختم قبلان: "الإسلام والمسيحية يشكلان القاعدة الروحية والوطنية للبنان، وعلى الجميع حماية الكيان من العبث والانقسام، فلبنان ليس مشروعًا طارئًا، بل عائلة وطنية تاريخية يجب حمايتها بكل الوسائل".
الـــمــــزيــــــــــد
