ألقى رئيس المجلس السياسي في "حزب الله"، السيد إبراهيم أمين السيد، كلمة مؤثّرة خلال الليلة الثامنة من شهر محرّم، في مجلس العزاء المقام في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، خصّ فيها الحضور بكلمة جمعت بين الألم والوفاء والرسائل السياسية والدينية، في أول موسم عاشورائي يُفتقد فيه الأمين العام للحزب، الشهيد السيد حسن نصر الله.
استهلّ السيد حديثه بتعبيرٍ عاطفيّ عميق عن الحزن لفقدان "حبيب العمر"، كما وصفه، وقال: "يؤلمني أن أقف على منبر طالما وقف عليه العزيز والحبيب، الشهيد الأسمى، السيد حسن نصر الله. هذا العام هو أول مجلس يُقام من دونه، ولا أستطيع أن أقفز على هذه اللحظة لأتحدث بالفكر والثقافة". واستعاد لحظة إعلان النبأ قائلًا: "في الساعة السادسة والنصف، توقف الزمن أمام عيني... أيقنت حينها أن الزمن إذا توقف لا يسيره أحد، وإذا سار لا يوقفه أحد".
وفي تحية مؤثّرة إلى السيد الشهيد ورفيقه السيد هاشم وكل الشهداء، قال السيد إبراهيم: "كنت عقلاً بحجم أمّة، وقلبًا يسع الجميع... كنت للأمّهات والجرحى والفقراء، بلسمًا وأملاً"، مشيدًا بأخلاق الشهيد وحنانه وصدقه وحرصه على كرامات الناس، مستشهدًا بموقفٍ رفض فيه تصوير تسليم مساعدات غذائية احترامًا لكرامة المحتاجين.
وأشار إلى أن السيد الشهيد لم يكن يسعى إلى محبّة الناس، بل كان يحبهم، فبادلهم الناس المحبّة، من الكبار إلى الأطفال، مضيفًا: "هذا لا يكون إلا لولي من أولياء الله".
وانتقل السيد في كلمته إلى البُعد السياسي والمسؤولية التي يفرضها استشهاد القادة، معتبرًا أن المرحلة الحالية تستدعي من الجيل الحالي أن ينهض بحمل الراية، تمامًا كما فعلت الأجيال التي سبقته. وقال: "الوضوح في الكفر والاستكبار اليوم يلزم الناس بأن يتحملوا مسؤوليتهم بجدّية. هذا الجيل هو الجيل القادم الغاضب، الذي سيكمل المسيرة، ولن يسمح بأن يتوقّف الزمن".
وفي الشق المتعلّق بالجمهورية الإسلامية في إيران، شدّد السيد على أن انتصارها الأخير في وجه إسرائيل ليس حدثًا عابرًا، بل نتيجة أربعة عوامل رئيسية: القيادة، الشعب، القوات المسلحة، والدولة. وأكد أن الجمهورية الإسلامية تُحارب منذ انتصار ثورتها عام 1979 لأنها دولة مستقلّة، ووقفت إلى جانب فلسطين والمستضعفين.
وأضاف أن الحرب الأخيرة أثبتت أن زمن الخضوع قد ولّى، وقال: "نحن في زمن انتصار الدول غير الخاضعة، زمن المقاومة المستقلّة، والشعوب الحرّة... نحن في عصر الشرفاء، وفي طليعتهم شهيدنا الأسمى السيد حسن نصر الله".
وختم السيد إبراهيم أمين السيد كلمته بالتشديد على الاستمرار في خط المقاومة، والتمسك بمشروع الشهداء، قائلاً: "هذا المشروع لا يسقط باستشهاد القادة... بل يستمر، ويكبر، ويشتدّ عزمه، لأنه مشروع القرآن، ومشروع العدالة، ومشروع أهل الكرامة".