اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الاثنين 07 تموز 2025 - 18:53 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

من "القاعدة" إلى "تحرير الشام"... واشنطن تفتح بابًا جديدًا

من "القاعدة" إلى "تحرير الشام"... واشنطن تفتح بابًا جديدًا

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، إلغاء تصنيف "جبهة النصرة" كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة مفاجئة من شأنها أن تعيد خلط الأوراق في المشهد السوري، وتثير ردود فعل سياسية وأمنية متوقعة على الصعيدين الإقليمي والدولي.


وبحسب مذكرة رسمية نشرتها الإدارة الأميركية على الإنترنت، فإن القرار صدر عن وزير الخارجية ماركو روبيو بتاريخ 23 حزيران 2025، وجاء في نسخة أولية من السجل الاتحادي، على أن يتم نشره رسميًا يوم الثلاثاء.


ونقلت وكالة "رويترز" أن الإشعار الاتحادي أشار بوضوح إلى إزالة "جبهة النصرة" من لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، التي أدرجت عليها منذ أكثر من عقد، ما يشكّل تحولاً لافتًا في الموقف الأميركي من الجماعة التي برزت كقوة مسلّحة فاعلة في سوريا منذ بدايات النزاع.


ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من وزارة الخارجية السورية بشأن القرار، الذي من المتوقع أن يثير استنكارًا واسعًا لدى دمشق، التي لا تزال تعتبر "هيئة تحرير الشام" (الاسم الحالي للنصرة) واحدة من أخطر الجماعات المسلحة التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال غرب البلاد، وخاصة في محافظة إدلب.


تأسست "جبهة النصرة" عام 2012 كفرع رسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، بقيادة أبو محمد الجولاني. وقد صنفتها وزارة الخارجية الأميركية كـ"منظمة إرهابية أجنبية" في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، نتيجة ارتباطها المباشر بـ"القاعدة" وضلوعها في هجمات مسلّحة واسعة.


وفي تموز 2016، أعلنت الجبهة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، في محاولة لإعادة تقديم نفسها كفصيل محلي. ولاحقاً، اندمجت مع عدد من الفصائل الأخرى لتشكّل كياناً جديداً عرف باسم "هيئة تحرير الشام"، التي باتت القوة العسكرية الأبرز في إدلب.


ورغم محاولاتها لإعادة التموقع السياسي، ظلت الهيئة مصنفة كمنظمة إرهابية لدى معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، نظراً لما اعتبرته واشنطن "استمراراً لجوهرها العقائدي والميداني السابق".


قرار إدارة ترامب بإزالة التصنيف الإرهابي عن الجماعة يطرح علامات استفهام كبرى حول التحولات في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري، خصوصًا في ظل حديث متصاعد عن إعادة رسم خارطة النفوذ في شمال سوريا، وإشارات إلى انفتاح غير مباشر على فصائل المعارضة التي تسيطر على إدلب.


ويرى مراقبون أن القرار قد يندرج ضمن محاولة أميركية لتقليص نفوذ إيران والنظام السوري وروسيا في الشمال السوري، عبر إعادة تأهيل بعض الفصائل المسلحة التي كانت توصف سابقاً بالراديكالية.


ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت الخطوة ستمهّد لتعاون مباشر أو غير مباشر مع هيئة تحرير الشام، أو ما إذا كانت واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تشجيع "تحوّل سلوكي" في الجماعة مقابل إزالة التصنيف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة