أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أنّ "رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يملك الفرصة الكاملة لإطلاق مبادرة وطنية تجمع اللبنانيين حول مشروع تحصين الدولة"، مشددًا على ضرورة أن تستند هذه المبادرة إلى خطاب القسم وعناصر القوة التي يختزنها لبنان، وعلى رأسها المقاومة، لحماية السيادة ومنع أي فرض خارجي على اللبنانيين.
وجاء كلام الشيخ الخطيب خلال لقاء حواري أقيم في منزل الدكتور غازي قانصو في بلدة الدوير، بحضور إمام البلدة السيد كاظم إبراهيم وفعاليات سياسية وحزبية وبلدية واجتماعية.
في مستهل كلمته، استهجن الخطيب "الحملات التي تطال الشيعة والثنائي الوطني الشيعي في هذه المرحلة الحساسة"، معتبرًا أن "مصالح الشيعة لا تنفصل عن مصالح الوطن، ونحن لا نعيش في كانتون بل في دولة واحدة، بمصير موحد ووحدة لا تتجزأ".
وأضاف: "السيادة لا تتجزأ، والعيش المشترك لا يقوم على نزع عناصر القوة بل على ترسيخها. الحملات التي تستهدف المقاومة من الداخل، هي أخطر من التهديدات الخارجية، لأنها تستهدف معنوياتنا وثقتنا بأنفسنا، وهي تكرار لخطة الأعداء في تفكيك الجبهة الداخلية".
الشيخ الخطيب لفت إلى ما وصفه بـ"حملة تضليل داخلية" تقف خلفها شخصيات "نحرص عليهم رغم اختلافنا معهم، لأن حرصنا عليهم هو حرص على وحدة لبنان".
واعتبر أن بعض الأصوات في الداخل "تُطالب بنزع سلاح المقاومة أكثر مما يطالب به الخارج"، مشيرًا إلى "التهويل الذي رافق زيارات الموفدين الدوليين، من تهديد بالسلاح إلى تخيير لبنان بين التسليم أو الحرب، وهي نغمة سمعناها سابقًا، إبان العدوان الإسرائيلي، حين تمنى البعض دخول العدو ليخلّصهم".
وفي سياق الحديث عن الحرب النفسية والضغوط الإعلامية، قال الخطيب: "إعلامنا ضعيف، والحرب الإعلامية أشد فتكًا من الصواريخ. الإعلام موجّه، ومُشترى، فيما نحن نفتقر إلى إمكانات المواجهة".
وتوقّف الخطيب عند المشاركة الجماهيرية الواسعة في مجالس عاشوراء، معتبرًا أن "الحضور الكربلائي في اليوم العاشر تحديدًا، شكّل رسالة سياسية وميدانية قوية، أعطت الوفد اللبناني المفاوض قوة دعم شعبية في وجه أي ضغوط أميركية أو إسرائيلية"، مضيفًا: "هذا الحضور الشعبي هو ورقة تفاوض وطنية، وعلى المسؤولين البناء عليها لا تجاهلها".
الخطيب وجّه تحية إلى الرئيس العماد جوزاف عون، واصفًا إياه بـ"الرجل الشجاع والحكيم"، ومشددًا على أن "الشعب اللبناني وقف إلى جانبه لأنه يمثّل مشروعًا للإنقاذ والكرامة، وهو مُطالب اليوم بتحويل خطاب القسم إلى برنامج عمل فعلي يلمّ شمل اللبنانيين ويوظّف عناصر القوة لبناء الدولة العادلة والقادرة".
واعتبر أن سلاح المقاومة كان ولا يزال مصدر قوة بيد رئاسة الجمهورية والحكومة، داعيًا إلى عدم التفريط به أو التعامل معه بلغة الاتهام، "لأن هذا السلاح هو الذي منع العدو من الوصول إلى نهر الليطاني، وهو الذي فرض على إسرائيل الحذر عند حدود لبنان".
وفي ختام كلمته، شدد الشيخ الخطيب على أن "المبعوثين الأميركيين لا يعملون لمصلحة لبنان، بل لمصلحة إسرائيل"، مضيفًا: "أي تنازل تحت التهديد هو خيانة للشعب ولدماء الشهداء، وعلى الدولة أن تتمسك بموقفها الوطني لا أن ترضخ لابتزاز السلة أو الذلة".