أطلق الرئيس جوزاف عون في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع الرئيس القبرصي في نيقوسيا، مواقف أكّد فيها عمق العلاقة بين لبنان وقبرص، مشددًا على أن ما يجمع البلدين هو أكثر من مجرد جغرافيا أو مصلحة عابرة، بل هو تاريخ مشترك، ومعاناة متقاربة، وأمل موحَّد بالسلام العادل والحرية المسؤولة.
وقال عون: "السيد الرئيس، بعد أسابيع تحتفلون بذكرى استقلال قبرص الحديثة، لكنّ العلاقات بين بلدينا وشعبينا عمرها قرون طويلة. كنّا منذ نحو ألف سنة، شبه توأمين، يجمعنا - ولا يفصلنا - هذا الأبيض المتوسّط. فمنذ القرون الوسطى، جمعتنا سياقات الجغرافيا والتاريخ، وكنّا معًا ممرًّا لزحف الإمبراطوريات، وطرُقًا للتجارة العالمية، ومحطًّا لمصالح النفوذ والسيطرة".
وأضاف، "لكن في المقابل، كنّا معًا أيضًا ملاذًا لكلّ من يسعى إلى السلام والحرية. وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم، وهذا هو أعمق ما نريده لبلدينا ولمنطقتنا وللعالم: السلام العادل عبر الحوار لتبادل الحقوق، والحرية المسؤولة التي تحتضن كل إبداع وازدهار وخير للبشر".
وتابع قائلاً، "نحن نؤمن أنّ ما يجمعه التاريخ والجغرافيا لا تفرّقه الأرقام والحسابات، وهذا ما أثبتته الهجرات المتبادلة بيننا منذ قرون، حينما كان كلّ منا يجد في الآخر ملجأً كريمًا عند العاصفة. لقد تحوّلنا إلى شعبين لا يربطهما فقط التاريخ، بل قضايا مشتركة تبدأ من البحر وحدوده، مرورًا بمآسي الهجرة، وصولاً إلى الجامعات والكابلات التي توصل المعلومة والعلم بيننا".
كما نوّه بالدور الاغترابي اللبناني في قبرص، قائلاً: "يجمعنا عشرات آلاف اللبنانيين المقيمين على أرض بوابتنا إلى أوروبا، والمجندين لفتح بوابة لبنان صوب الشمس".
وفي ختام كلمته، قال عون: "اسم قبرص يعود لغويًا إلى النحاس الصلب الثمين، واسم لبنان إلى البخور الزكي المقدّس، والاثنان معًا أعطيا العالم أداةً لنشر عطر الرجاء. وهذا ما نعمل له معًا، كل يوم".
وختم بتحية مزدوجة: "عاشت قبرص، عاش لبنان".
الـــمــــزيــــــــــد
