ذكر موقع "Worldcrunch" الفرنسي، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن تمثل أكثر من مجرد محطة دبلوماسية تقليدية، بل تؤشر إلى بداية فصل جديد في حرب ظل استخباراتية تُخاض بهدوء ودهاء في الشرق الأوسط، تقودها إسرائيل وتستهدف إيران من الداخل.
وأوضح التقرير أن هذه الزيارة، التي تتزامن مع مرحلة دقيقة من التحولات الأمنية الإقليمية، تحمل رسالة صريحة مفادها أن الملف الإيراني لم يُغلق، بل دخل مرحلة أكثر تصعيداً، تقوم على تقويض البنية الداخلية للنظام الإيراني، لا سيما من خلال عمليات نوعية تقودها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد).
وبحسب التقرير، تتهيأ إسرائيل لما وصفه بـ"زلزال جيوسياسي"، من خلال إعادة تنشيط خلاياها النائمة داخل الأراضي الإيرانية، وتحريك شبكاتها الاستخباراتية المدربة بدقة، في إطار خطة سرية تهدف إلى ضرب العمق الإيراني، ليس عبر القصف أو الغارات، بل عبر التشويش والتفكيك الصامت للبنية الأمنية والاستراتيجية للنظام.
ولفت إلى أن ما يجري لا ينفصل عن السياق الفلسطيني، إذ تشير تقارير إلى وجود هدنة غير معلنة بين نتنياهو وحركة "حماس"، تمتد لشهرين بوساطة قطرية ومصرية، وبرعاية أميركية، هدفها تخفيف التصعيد الإعلامي وإظهار صورة أكثر عقلانية عن إسرائيل، تمهيداً لتحويل الأنظار نحو "التهديد الوجودي" المتمثل بإيران.
ويرى التقرير أن نتنياهو يسعى من خلال زيارته الحالية إلى واشنطن للحصول على "الضوء الأخضر" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتنفيذ خطة أكثر حسماً ضد إيران ضمن سياسة "الضغط الأقصى"، حيث تُفضّل إسرائيل العمل في الظل، مستخدمة أدوات استخباراتية لتفكيك قدرات النظام الإيراني بهدوء، دون إثارة ضجيج أو ردود فعل مباشرة.
ويختم التقرير بالتأكيد على أن "الموساد" يُعيد تحريك أدواته وتقنياته المتطورة داخل إيران، ليس فقط لمهاجمة منشآت فوردو أو بارشين أو أصفهان، بل لتفكيك النظام من الداخل، عبر تدمير شبكات القيادة وزرع الشك داخل صفوفه، وهي الحرب التي تبرع فيها إسرائيل بصمت.