التجديد ل"اليونيفيل" ودعم الجيش في دائرة الخطر

"ليبانون ديبايت"

بعد ساعات معدودة على وصول الردّ اللبناني إلى واشنطن، بدأت ملامح الموقف الأميركي تتكوّن من خلال تحذير الخارجية الأميركية من أن "حزب الله" لا يزال يحتفظ بقدرات "تهدّد الأمن العالمي"، ما يحمل إشارات واضحة على الإتجاه المقبل لهذه الإدارة من الملف المتعلق بعملية حصر السلاح في لبنان بيد الشرعية وتسليم سلاح الحزب للجيش اللبناني.

 ويُبدي الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن الدكتور بول سالم، خشيةً جدية من أن لا يتجاوب لبنان مع المطالب الأميركية والدولية المتعلقة ببسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية وتسليم سلاح الحزب، مؤكداً ل"ليبانون ديبايت"، أن القرار الخاص بشأن حصرية السلاح هو عملياً في طهران وليس في بيروت، خصوصاً وأن الحزب منتظم مع "الحرس الثوري" وبشكلٍ أكثر قوةً في المرحلة الحالية.

ومن الواضح حتى الآن، يقول سالم، إن "المقاربة الإيرانية ثابتة بالنسبة للصراع في المنطقة رغم المواجهة الأخيرة والضربات التي تلقتها إيران، ولا خروج عن الثوابت الإيرانية لأن التغيير مستحيل وسيعني نهاية هذا النظام إيديولوجياً، لأن أسباب وجوده كنظام ثوري إيديولوجي سوف تبطل، وبالتالي، إذا انخرط بسلام شامل مع أميركا وإسرائيل، سيذوب كما قد يذوب حزب الله في لبنان".

وبناءً عليه، لا يرى الدكتور سالم أن "الحزب بمرجعيته الإيرانية هو في وارد السير بالشروط الأميركية المتعلقة بسلاحه، رغم حاجة الجنوب والطائفة الشيعية إلى تغيير في سياسة الحزب، لكنها ليست حاجة إيرانية، خصوصاً وأن إيران لا تتحمل فاتورة استمرار السياسة على حالها".

ويأسف سالم لأن لبنان "عالق اليوم كما كان عالقاً في السابق، لأن قدرة الدولة محدودة على القيام بأي شيء بالنسبة لحصرية السلاح بالقوة، ولكنها بالمقابل لم تذهب حتى إلى اتخاذ مواقف متقدمة ولو بالسياسة تدفع الحزب الى حوار جدي حول سلاحه، فالدولة محدودة الخيارات، ولكن من الممكن القيام بأكثر مما تقوم به، لأن الشعب اللبناني يطالب بذلك والمجتمع الدولي يطالب بذلك ومنطق الدولة يؤكد على ذلك، وبالتالي، إن لم تتصرف الدولة كدولة فلن تصبح دولةً، حتى ولو تطلّب ذلك بعض الوقت".

وعن المرحلة المقبلة يُعرب سالم عن تشاؤمه ولا يُخفي مخاوفه على وجود "اليونيفيل" في جنوب لبنان وعلى مصير المساعدات الأميركية للجيش، ويؤكد "أننا ما زلنا في حالة الحرب المفتوحة مع إسرائيل كما هو واضح، وإن لم نقم بالخطوات العملية في الإصلاح وحصر السلاح بيد الشرعية، والتي يطالب بها الداخل والخارج، ورغم تأكيد رئيسي الجمهورية والحكومة على التمسك بها إنما من دون تنفيذ، سيتراجع وضعنا وتتصاعد الأعمال العسكرية والحرب، وهو ما يزيد الخشية من تهجير جديد بعد أشهر معينة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على ما تبقى من مواقع للحزب".