المحلية

الاثنين 14 تموز 2025 - 11:23

عمر حرفوش… رجل الظل في كواليس القرار الدولي

عمر حرفوش… رجل الظل في كواليس القرار الدولي

رغم غيابه الظاهر عن المشهد السياسي اللبناني المباشر، لا يزال صاحب مبادرة "جمهورية لبنان الثالثة" عمر حرفوش يثبت حضوره الهادئ والفعّال في كواليس الدول الكبرى.


رجل لا يكثر من الظهور، لكنه حين يتحدث، يصيب كبد الحقيقة. مرة جديدة، يُظهر حرفوش أنه لا يطلق المواقف من فراغ، بل يستند دائمًا إلى معطيات دقيقة وتحليلات معمّقة، غالبًا ما تؤكّدها الأحداث لاحقًا.


في مقاله الأخير الذي نُشر في صحيفة "نداء الوطن"، التي يُعد شريكًا رئيسياً فيها، تطرّق حرفوش إلى ما يُحضّر للبنان في الخفاء، كاشفًا عن مخطط خطير لإعادة رسم الخريطة اللبنانية، وإعادة البلاد إلى وصاية سورية مشدّدة بقيادة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ضمن ترتيبات إقليمية يتم تحضيرها بهدوء.


لم يكتفِ حرفوش بالتحليل السياسي، بل ذهب أعمق، حيث خصّ بالذكر مدينة طرابلس، التي وُلد فيها وترعرع بين أهلها، مؤكدًا أنّ الحديث عن تقسيم لبنان أو إهداء بعض مناطقه، ومن بينها طرابلس، لأي جهة أو دولة، هو أمر غير وارد وغير واقعي. استند حرفوش في تحليله إلى البُعد التاريخي لطرابلس، مبرزًا أهميتها الوطنية والإنسانية، ومكانتها داخل النسيج اللبناني.


وما يعزز مصداقية ما كشفه حرفوش في مقاله، أنّه نُشر قبل ساعات فقط من تصريح لافت للسفير الأميركي توم براك، الذي حذر فيه من أن لبنان بات يواجه "خطرًا وجوديًا" وقد يُلحق مجددًا بـ"بلاد الشام"، في إشارة واضحة إلى احتمال عودته إلى دائرة النفوذ السوري. هذا التزامن يؤكد مجددًا أن حرفوش لا يُطلق مواقفه عبثًا، بل يعتمد على معلومات دقيقة، غالبًا ما تتقاطع لاحقًا مع مواقف دولية رفيعة.


والجدير بالذكر أن حرفوش يستقي معلوماته من موقعه المتقدّم في شبكات العلاقات الدولية. فالرجل على تواصل دائم ومباشر مع الإدارة الأميركية، وقد سبق أن حضر حفلًا خاصًا أقامه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منزله في منتجع مارالاغو الشهير بولاية فلوريدا، ما يعكس عمق علاقته بصنّاع القرار في واشنطن. إلى جانب ذلك، يحتفظ حرفوش بعلاقات رفيعة مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما فرنسا، التي لطالما لعبت دورًا محوريًا في الشرق الأوسط. ومؤخرًا، حضر لقاءً جمعه برئيس الوزراء الفرنسي الحالي، حيث دار حديث جانبي بين الطرفين، اطّلع خلاله حرفوش على التوجهات الفرنسية حيال لبنان والمنطقة.


هذه الشبكة الدولية، إلى جانب قراءته الدقيقة للمشهد اللبناني، تجعل من حرفوش شخصية يُحسب لها الحساب في أي حديث عن مستقبل لبنان. فهو لا يتحدث فقط عن السيادة والاستقرار، بل عن رؤى تنموية حقيقية، تقوم على جذب الاستثمارات بمليارات الدولارات، عبر علاقاته الخارجية، واللوبي الذي ينسجه مع المغتربين اللبنانيين المؤثرين في الخارج.


من هنا، تتجه الأنظار إلى عام 2026، موعد الانتخابات النيابية المقبلة، حيث تُطرح تساؤلات مشروعة، هل يترشح عمر حرفوش ليمثل طرابلس في مجلس النواب؟ وإذا فعل، هل تكون هذه فرصة فعلية لتغيير حقيقي في المدينة، طالما انتظرته؟


ما هو مؤكد أن عمر حرفوش، بخلفيته الدولية، ونظرته الشاملة بات رقمًا صعبًا في المعادلة اللبنانية، رجل يتقدّم دائمًا بخطوة، وكأنّه يعرف سلفًا ما تُخفيه الأيام.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة