أعلنت المرجعية الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في محافظة السويداء، اليوم الإثنين، رفضها القاطع لدخول أي جهة أمنية أو عسكرية غير محلية إلى المحافظة، بما في ذلك "قوات الأمن العام السوري" و"هيئة تحرير الشام"، مطالبةً بتأمين حماية دولية عاجلة للمدنيين بعد التصعيد الدامي الذي شهدته المنطقة.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الروحية:"نرفض رفضًا تامًا دخول أي قوة أمنية أو عسكرية إلى المنطقة، بما فيها الأمن العام وهيئة تحرير الشام."
وتابع، "نتهم هذه الجهات بالمشاركة في قصف قرى حدودية ومساندة جماعات تكفيرية باستخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة."
وأكد البيان أنه "نحمّل كامل المسؤولية لكل من يساهم في الاعتداء على السويداء أو يسعى لإدخال قوى أمنية إلى المنطقة."
وأشار إلى انه "نؤكد تمسّكنا بالمطالبة بالحماية الدولية الفورية، كحق مشروع لحماية المدنيين وحقن الدماء."
البيان يأتي غداة اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحين دروز وعشائر بدوية في حي المقوس وأطراف قرى حدودية جنوب مدينة السويداء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا وإصابة العشرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشير التقارير إلى استخدام أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة خلال المواجهات.
وفي موازاة البيان الروحي، أصدر الأمير أبو يحيى حسن الأطرش بيانًا باسم دار الإمارة في بلدة عرى، دعا فيه إلى "وقف فوري للاقتتال الداخلي وعدم الانجرار وراء الفتن"، مشددًا على "أهمية الحوار مع الدولة ومشايخ العقل ووجهاء المنطقة، للوصول إلى تسوية تحفظ كرامة الجميع وتعيد الاستقرار".
وقال الأطرش: "المنطقة تمرّ بمرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود لمنع الانزلاق نحو صراع أهلي مفتوح. لا حل إلا بالحوار وضبط النفس وفرض الأمن بتوافق الجميع".
يُشار إلى أنّ التوترات الأمنية في السويداء تصاعدت بشكل متسارع في الأشهر الأخيرة، على خلفية تراجع دور الدولة المركزية وظهور مجموعات محلية مسلحة، بعضها يتلقى دعماً من أطراف خارجية. وشهدت المحافظة في السنوات الماضية موجات احتجاجية مطالبة باللامركزية، وسط اتهامات للنظام السوري بالتخلي عن مسؤولياته في ضبط الأمن والخدمات.