شدد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على أنّ "حمل السلاح في سوريا هو من مسؤولية الدولة وحدها"، وذلك في أول تعليق رسمي من دمشق على المواجهات العنيفة الدائرة في محافظة السويداء جنوب البلاد.
وفي تصريحات أدلى بها لقناتي "العربية" و"الحدث"، قال الشيباني: "لا أحد مخوّل بالتدخل في شؤوننا الداخلية"، مؤكداً أن "سوريا تستعيد تدريجياً مكانها الطبيعي في المحيطين العربي والدولي، رغم محاولات بعض الأطراف تأزيم الوضع الداخلي".
وفي تطور ميداني خطير، أكدت وزارة الدفاع السورية مقتل 18 عنصراً من الجيش السوري بهجمات شنّتها مجموعات مسلحة في محافظة السويداء، فيما دفعت الوزارة بتعزيزات عسكرية إلى أطراف المدينة في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين في إحصاء أولي، نتيجة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر في حي المقوّس بمدينة السويداء، وذلك على خلفية تراكمات أمنية واجتماعية سابقة.
وأشارت الوزارة في بيان رسمي عبر منصة "إكس"، إلى أن "هذا التصعيد الخطير يأتي في ظل غياب فعّال للمؤسسات الرسمية في بعض المناطق، ما أدى إلى تفاقم الفوضى وتهديد السلم الأهلي"، مؤكدة أن وحدات من قواتها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، "باشرت تدخلاً مباشراً في المنطقة لفضّ النزاع، وفرض الأمن، وملاحقة المتورطين وتحويلهم إلى القضاء المختص".
وفي السياق نفسه، أفادت "الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا" أن قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا نفذت انتشاراً أمنياً منظماً على الحدود الإدارية مع السويداء، استجابة للتطورات الدامية التي شهدتها الأخيرة.
ويشهد الجنوب السوري منذ مساء الأحد مواجهات هي الأعنف منذ أعوام، بعد هجوم مسلح نفذته مجموعات من أبناء عشائر البدو بمشاركة قوات أمنية، انطلاقاً من ريف درعا الشرقي، على قرى في ريف السويداء الغربي، ما أشعل اشتباكات عنيفة مع مجموعات محلية مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 89 قتيلاً، في وقت تزداد فيه المخاوف من انزلاق الوضع نحو موجة عنف أوسع جنوب البلاد.
الـــمــــزيــــــــــد
