حذّرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في تقرير نشرته الثلاثاء، من اقتراب تنفيذ إيران "هجوم انتقامي" ضد إسرائيل، مشيرة إلى تصاعد النقاشات داخل القيادة الإيرانية بشأن توجيه ضربة استباقية قد تعيد إشعال الحرب بين الطرفين.
وأوضح التقرير، الذي أعدّه يوسي منشوروف، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد مسغاف للأمن القومي والإستراتيجية في القدس، أن "القيادة الإيرانية تدرس بجدية تنفيذ هجوم مباغت ضد إسرائيل، في ظل تصاعد التهديدات من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمنع إيران من تطوير برامجها النووية والصاروخية".
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل وإيران دخلتا مرحلة جديدة من المواجهة الإستراتيجية، حيث تواصل تل أبيب سعيها لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، في وقت تسعى فيه إيران للرد على خسائرها في الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا.
واستندت الصحيفة الإسرائيلية إلى تقرير نشرته صحيفة "وطن إمروز" الإيرانية يوم الأحد، تحدث عن نقاشات مكثفة داخل أروقة القرار السياسي والأمني الإيراني، تدور حول ضربة استباقية ضد إسرائيل، كرد على تهديداتها المتكررة.
ووفق التقرير، فإن "وطن إمروز" ـ التي وصفها بأنها "راديكالية ومحافظة" ـ حذّرت من أن إسرائيل تعدّ لهجوم جديد، ودعت الحكومة الإيرانية إلى المبادرة بتنفيذ ضربة وقائية قبل بدء الهجوم الإسرائيلي "حتى ولو بساعة واحدة"، مشددة على ضرورة تهيئة الرأي العام الإيراني لتقبّل خطوة كهذه باعتبارها وسيلة لإنهاء دوامة الحروب وفرض معادلة ردع طويلة الأمد.
ولفت تقرير "يسرائيل هيوم" إلى أن إيران لم توافق رسميًا على وقف إطلاق النار بعد الحرب، بل اكتفت بتعليق هجماتها، مشترطة وقف الهجمات الإسرائيلية، ما يزيد من مخاطر سوء التقدير وعودة التصعيد بشكل مفاجئ.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى نشر مهدي محمدي، المستشار الإستراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني والمفاوض النووي السابق، صورة على "إنستغرام" تُظهر هجومًا نوويًا على إسرائيل. وعلى الرغم من حذف الصورة لاحقًا بعد جدل واسع، وادعاء محمدي أن النشر تم دون علمه، فإنه أبدى دعمه امتلاك إيران للسلاح النووي كوسيلة للردع.
كما أشار التقرير إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والتي اعتبر فيها التهديدات الأوروبية بإعادة تفعيل آلية العقوبات الدولية في تشرين الأول بمثابة "هجوم عسكري"، تسهم في تعقيد المشهد الإيراني الداخلي، وتدفع طهران إلى التشدد في موقفها من التفاوض والامتثال.
وفي ختام التقرير، شددت الصحيفة الإسرائيلية على أن التحدي الأكبر أمام إسرائيل في المرحلة المقبلة يتمثل في الحفاظ على رقابة استخباراتية دقيقة، إلى جانب تنسيق إستراتيجي متواصل مع الولايات المتحدة، بما يمنع إيران من تطوير سلاح نووي من جهة، ويحول دون اتخاذ خطوات خاطئة قد تعيد إشعال الحرب من جهة أخرى.
وخلص التقرير إلى أن إسرائيل بحاجة إلى تقييم دقيق لحجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني خلال الأسابيع الماضية، من أجل رسم ملامح المرحلة المقبلة في هذه المواجهة المتصاعدة.
الـــمــــزيــــــــــد
