ووزارة الخارجية التي لم تنفِ الأمر، بررت أن الوزير لم يجتمع مع نظيره الإسرائيلي، بل شارك في جلسة موسعة حضرها وزراء خارجية عرب، وأن الوفد اللبناني يشارك سنويًا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تكون إسرائيل ممثلة أيضًا، وأن مشاركة الوزير رجّي في مؤتمر بروكسل تمت بالتنسيق الكامل مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
هذا التبرير لا يعفي الوزير ذات الهوى القواتي من المساءلة، فهو عبر أكثر من مرة عن عدم ممانعته التطبيع مع إسرائيل. فهل تنوي القوات اللبنانية إطلاق قطار التطبيع عبر وزرائها في الحكومة؟
هذا الأمر يؤكده الكاتب والمحلل السياسي فادي بو ديه في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، ويقول: "بمعزل عن مصداقية الخبر، فإن وزير الخارجية يطمح بلا شك إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو قد جاهر بذلك عدة مرات، فالحديث عن قطار التطبيع في لبنان بدأ فيه بشكل قوي وعلني فريق سياسي."
ويوضح أن هذا الفريق يسعى إلى تسريع التطبيع وجعله طبيعيًا في لبنان، وجعل الحديث عنه كأنه أمر طبيعي. ومن ضمن هذا الفريق وزير الخارجية اللبناني الذي لم يتوقف يومًا عن الحديث في موضوع التطبيع، ويسأل: لماذا لا يدخل لبنان قطار التطبيع؟
ويرى أن كل هذه المحاولات والتجاوزات لا بد أن تلقى إجراءات تمنع أي مسؤول لبناني من القيام بهذه الأفعال، سواء كانت لقاءات عفوية أو مدبرة، لأن انتهاك مقاطعة إسرائيل مرة سوف تجر مرات أخرى بما يشجع الكثير من المسؤولين وكثير من الرجال والإعلاميين على فعل ذلك، بما يعني أننا أمام كارثة كبيرة.
ويختم بو دية بالقول: "هذه التجاوزات التي يرسمها وزير الخارجية، سواء بتصريحاته المثيرة للجدل دائمًا، وضعناها أكثر من مرة برسم المسؤولين."