أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء، بأن حزب "شاس" اليميني المتطرّف قرّر استقالة وزرائه من حكومة بنيامين نتنياهو، في خطوة احتجاجية على خلفية أزمة تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم)، إلا أنّه لن ينسحب في الوقت الراهن من الائتلاف الحاكم.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "مجلس حكماء التوراة" في الحزب اتّخذ القرار بالإجماع، في ظلّ ما وصفته بـ"ضغوط كبيرة" مارسها مكتب نتنياهو خلال الساعات الأخيرة، حيث طلب من قيادات "شاس" منحه بعض الوقت لإيجاد صيغة تُرضي الحريديم بشأن قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.
وتأتي الخطوة بعد إعلان حزبَي "أغودات إسرائيل" و"ديغيل هتوراه"، وهما الشريكان في تحالف "يهدوت هتوراه"، انسحابهما من الحكومة، مما يُنذر باهتزاز تماسك الائتلاف الحاكم، الذي يعتمد على أغلبية ضئيلة في الكنيست (64 نائبًا من أصل 120)، وقد يفقدها إذا قرّر "شاس" (11 نائبًا) الخروج الكامل.
ويشغل حزب "شاس" خمس حقائب وزارية أساسية هي: الداخلية (موشيه أربيل) الصحة (أورييل بوسو) العمل (يوآف بن تسور) الرفاه (يعقوب مرغي), الشؤون الدينية (ميخائيل مالكيلي). وكما يشغل مناصب إضافية من بينها وزارة فرعية بالتعليم ونائب وزير في الزراعة.
وقال وزير الشؤون الدينية ميخائيل مالكيلي، تعليقًا على القرار: "اتخذنا هذه الخطوة بسبب اضطهاد أبناء التوراة"، في إشارة إلى معارضة مشروع قانون إعفاء الحريديم، مؤكداً أن الحزب "لن يشارك حالياً في الحكومة"، لكنه في الوقت نفسه شدد على "عدم التعاون مع اليسار أو العمل ضد الائتلاف".
ويرى مراقبون أن "شاس" يستخدم هذه الاستقالة التكتيكية كأداة ضغط على نتنياهو لدفعه إلى تمرير قانون يحصّن إعفاء الحريديم من التجنيد، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات كبرى داخلية وخارجية، من بينها الضغوط الدولية المرتبطة بمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية بحق نتنياهو.