"ليبانون ديبايت"
لا يمكن عزل ما يجري في سوريا من أحداث طائفية بامتياز، تتنقل بين المناطق والطوائف جنوباً أو ساحلاً أو وداخلياً، عن الصورة الكبرى في المنطقة، وذلك سواء في لبنان أو في غزة أو في اليمن. إلاّ أن انسحاب التعقيدات السورية قد أتى أكثر وقعاً على الساحة اللبنانية من أي ساحة إقليمية أخرى، حيث توجز مصادر نيابية مطلعة، الوقائع الأخيرة بالمحاولة لخلط الأوراق سورياً، وكذلك لبنانياً، ولو أن موجبات وأهداف محرّكي الأحداث الأخيرة، لا تبدو وكأنها تلتقي في مسارٍ واحد، على الأقل حتى الآن.
ولا تُخفي المصادر النيابية في ردها على سؤال ل"ليبانون ديبايت"، حول اليوم التالي سورياً على مستوى السلطة الجديدة واتفاقها مع الجانب الدرزي في السويداء، بأنه لا يزال غير واضح المعالم ولم يستقرّ بعد، وإن كانت تداعيات الأحداث الأخيرة لا تزال مستمرةً، كما أن الفتيل الذي أشعلها لم ينطفىء بعد مع عودة الإشتباكات بين الدروز وعشائر البدو في هذه المحافظة.
أمّا في لبنان، فتعتبر المصادر ذاتها، أن القيادات السياسية قد تفادت الإنزلاق إلى "الدوّامة" السورية، وذلك بمعزلٍ عن الحماسة لدى البعض في التعبير مبدئياً عن الدعم العسكري لمقاتلي الدروز.
ولذا، فإن تطوّر الوضع في السويداء يُنذر بما هو أخطر، وفق ما تكشف المصادر، التي تشير إلى أن بقاء لبنان بمنأى عن النار السورية، قد يكون صعباً، خصوصاً على صعيد توظيف الأحداث الطائفية في سياق عرقلة تنفيذ بند حصر السلاح بيد الدولة من جهة، أو تطور الوضع العسكري في حال حصول توغل إسرائيلي في السويداء، إلى توغّل مماثل في جنوب لبنان.
ومع زيادة التعقيدات الداخلية في المشهد العام، ترى المصادر عينها، أن خلط الأوراق مستمر، وما من مؤشرات على حلول سريعة في المدى المنظور.