تتكثف الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق هدنة جديد في قطاع غزة، وسط مؤشرات متزايدة على وجود مقاربات واقعية يمكن أن تفتح الطريق أمام تسوية، في ظل مفاوضات غير مباشرة متواصلة في العاصمة القطرية برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة.
وكشف مصدر في حركة حماس، مطلع على مسار المحادثات، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن بعض الخرائط الجديدة التي قدّمتها إسرائيل، خصوصاً تلك التي تتعلّق بمنطقة موراغ، تمثّل "تراجعاً عن خرائط سابقة" وخطوة إيجابية من شأنها تهيئة المناخ السياسي للتقدم. وأكد أن "التفاصيل الدقيقة والاشتراطات لا تزال قيد النقاش"، مضيفاً أن التقدم الفعلي يبقى مرهونًا بموقف الولايات المتحدة، التي تملك أدوات الضغط الفعلي على إسرائيل.
المصدر أشار إلى أن حماس "معنية بإنهاء العدوان ووقف الإبادة"، وتعمل على إنجاح اتفاق يتضمن وقف إطلاق نار شامل، إلى جانب صفقة تبادل أسرى تبدأ بالإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين. لكنه شدد في المقابل على أن "أي تقدم حقيقي يجب أن يُبنى على انسحاب إسرائيلي واضح من قطاع غزة"، معتبراً أن هذا الشرط غير قابل للتفاوض.
في موازاة ذلك، نقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين أن وسطاء التفاوض، وتحديداً قطر ومصر والولايات المتحدة، قدّموا لإسرائيل وحماس، الأربعاء، مقترحًا محدثًا لوقف إطلاق النار، يركّز على نقطتين أساسيتين: تقليص المساحة التي تطالب إسرائيل بالبقاء فيها شمال ممر فيلادلفيا من 5 كيلومترات إلى 1.5 كيلومتر، وزيادة نسبة السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل محتجز إسرائيلي.
ومن المرتقب أن يلتقي رئيس الوزراء القطري، السبت، قادة من حركة حماس في الدوحة، لمحاولة تأمين موافقتهم على المقترح المحدث، في وقت بات واضحًا أن الملف يتأرجح بين احتمال اتفاق خلال أيام، أو عودة واسعة للقتال، بحسب ما صرّح به رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.
وتأتي هذه التطورات في إطار الجولة الثالثة من مفاوضات الهدنة بين الطرفين، والتي انطلقت في الدوحة منذ 6 تموز الجاري، بعد هدنتين سابقتين في كانون الأول 2023 وكانون الثاني 2025، وسط استمرار المناورات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع، وتصاعد الضغوط الدولية لوقف القتال.
الـــمــــزيــــــــــد
