ليبانون ديبايت
لا تزال تردّدات كلام الموفد الأميركي توم برّاك عن "بلاد الشام" حاضرةً في المشهد السياسي الداخلي، ربطاً بأحداث السويداء السورية التي تتطور بشكل متصاعد نحو معادلات ميدانية جديدة، لا بدّ وأن تكون لها انعكاسات على لبنان وبشكل مباشرٍ أكثر من أي ساحة مجاورة، وذلك انطلاقاً من الملف الرئيسي المطروح في التداول بعد الردّ الأميركي على الجواب اللبناني بالنسبة للمقترحات الأميركية.
وتتوقع مصادر سياسية مطلعة، رداً على سؤال ل"ليبانون ديبايت"، أن يأتي التأثير الأول لأحداث السويداء، على المطالبة بتسليم سلاح "حزب الله"، مؤكدةً أنه "أصبح أبعد ما يكون عن التطبيق، حيث أن خوف الجماعات الأخرى من مصيرٍ مشابه سيدفعها للمقاومة واللجوء إلى التسلّح".
وتربط هذه المصادر المخاوف الناشئة لدى أكثر من جهة وليس فقط لدى الحزب، وبين "التهديدات الأميركية بإطلاق يد الإرهاب النظامي السوري في لبنان".
وحول عنوان "حصرية السلاح بيد الدولة"، وما إذا كان بات أمراً واقعاً بعد المفاوضات الأميركية ـ اللبنانية، فترى المصادر السياسية بأن موضوع السلاح وحصريته "ليس بهذه السهولة"، لأن "الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية سيكون الأولوية بالنسبة للمقاومة، وقد أصبح لدى "المقاومة" مبرّرات أكثر من السابق، حيث أن تصريحات توم براك حول تلزيم لبنان إلى سوريا، أعادت التذكير بزمن الوصاية السورية، كما أعادت التصريحات الأميركية إلى الذاكرة تهديدات "إمّا مخايل الضاهر أو الفوضى"، وهي وصاية لن يكون من السهل تسويقها حتى بالنسبة لأشدّ حلفاء واشنطن، خصوصاً أن هؤلاء لطالما رفعوا شعار السيادة والحرية، وادّعوا أنهم ممّن رفضوا وصاية النظام السوري السابق، لأنه من الصعب تبرير وصاية النظام السوري الجديد، إضافةً إلى أن بين حلفاء النظام السوري السابق وبين النظام الحالي خصومة وأكثر".
وبالتالي، تخلص المصادر إلى أن موضوع السلاح "عاد إلى نقطة الصفر، وكل الكلام العلني حول أن ما يهمّ هو السلاح الذي يشكل تهديداً لإسرائيل، يصبّ في خانة أن السيادة اللبنانية هي آخر همّ الغرب وواشنطن تحديداً".
وبالنسبة للمتابعة اليومية لبرّاك للتطورات المحلية اللبنانية إستناداً إلى مواقفه الأخيرة، تلاحظ المصادر، أنه، ومن خلال تعليقات توم برّاك على كل شأن لبناني داخلي، يبدو بالفعل أنه "أصبح المعنيّ بشكل كامل بهذا الملف، وعلى تواصل دائم مع بعض الأفرقاء اللبنانيين، وقد أبدى الكثير من الإيجابية تجاه الورقة اللبنانية في زيارته الأخيرة.