تواجه الحكومة السورية تحديات ميدانية في فرض وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في محافظة السويداء، وسط استمرار الاشتباكات المسلحة وتسجيل دوي إطلاق نار كثيف في المدينة وسقوط قذائف هاون في القرى المجاورة، وفق ما أفادت به وكالة "رويترز".
ورغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع، وتأكيده التزام الدولة بحماية الأقليات ومحاسبة كل من يثبت تورطه في تجاوزات أمنية، لا تزال المواجهات متواصلة في عدد من المواقع، مع تدخل محدود لقوات الأمن السورية لاحتواء التوتر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ اندلاع الاشتباكات يوم الأحد الماضي إلى 940 قتيلًا، في ظل تصاعد العنف بين عشائر البدو والفصائل الدرزية، وعدم استقرار الوضع الميداني حتى مساء السبت.
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في السويداء، مؤكدة أن الاتفاق سيدخل حيّز التنفيذ الفعلي خلال 48 ساعة، على أن تُقيّم الجهات الرسمية الوضع الميداني بعد انتهاء المهلة المحددة.
تزامنًا، عُقدت مباحثات ثلاثية جمعت وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، تناولت سبل تثبيت التهدئة وتفادي التصعيد. ورحّب كل من الصفدي وباراك بالتزام دمشق بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مؤكدَين دعم جهود نبذ العنف والطائفية والتحريض.
وكانت واشنطن قد أعلنت عن توافق سوري – إسرائيلي لوقف إطلاق النار، وسط دعوات وجهها المبعوث الأميركي للدروز والبدو والسنّة بضرورة وقف القتال وتسليم السلاح، لتفادي مزيد من الانزلاق نحو الفوضى.