فبحسب المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت"، استقلّت شابة لبنانية سيارة أجرة من منطقة سدّ البوشرية متوجّهة إلى مكان عملها في جلّ الديب، لتجد نفسها في مواجهة مقلقة مع السائق.
تقول الفتاة إنها سرعان ما أدركت من لهجته أنه سوري الجنسية، قبل أن يبادرها بسؤال: "من وين إنتِ؟" فأجابته بأنها من بعلبك. فجاء ردّه الصادم: "يلا قريباً، ح تصيروا كلكن من عنا"، بنبرة لم تخلُ من التحدّي.
عبارة قد يراها البعض مزاحاً ثقيل الظل، لكنها في سياق أمني هشّ، لا يمكن إلا أن تُقرأ كمؤشّر خطير. خصوصاً أنها تأتي على وقع أحداث السويداء، والتحذيرات من احتمال تسلّل خلايا متطرّفة أو نائمة إلى الداخل اللبناني.
تؤكّد الشابة أن السائق كان يتحدّث بثقة وكأنه يلمّح إلى قناعة راسخة، أو حتى إلى "مخطّط ما".
ما جرى يُعيد فتح النقاش حول ملف النزوح السوري، الذي تخطّى كونه أزمة إنسانية، ليصبح مسألة أمن قومي. فالسؤال لم يعد ما إذا كان الإرهابيون سيعبرون الحدود، بل ما إذا كانوا قد أصبحوا بيننا بالفعل.
في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحّة لتحرّك عاجل من البلديات والأجهزة الأمنية، لتكثيف الرقابة على النازحين السوريين، والتدقيق في هوياتهم، ووضعهم القانوني، وأماكن إقامتهم، خصوصًا في ظل الفوضى المستشرية في هذا القطاع.
إن الأمن لا يُحمى بالشعارات، بل بالقرارات الصارمة والمراقبة الفعلية. وما لم يتم ضبط هذا الواقع، فإن الحوادث "الصغيرة" قد تكون مجرّد مقدّمة لأخطار أكبر... تُحاك في الظل.