أعلنت شركة "سينتول" العلمية الإنتاجية، ومقرّها موسكو، بدء الإنتاج الواسع لأجهزة روسية الصنع مخصصة لتسلسل الجينوم وفك شفرة مكونات الحمض النووي، في خطوة تُعدّ محورية ضمن سياسة "استبدال الواردات" بعد توقف توريد الأجهزة الأميركية المتخصصة بسبب العقوبات.
وأكد المتحدث باسم الشركة، أليكسي شفارتسيف، أن الجهاز الجديد "يتفوّق في عدة جوانب على نظائره الأجنبية"، مشيرًا إلى أنه "يدعم كواشف محلية وأجنبية"، وأن أكثر من 10 أجهزة دخلت الخدمة حاليًا في عدد من المعاهد العلمية الروسية، منها معهد في نوفوسيبيرسك.
يسمح جهاز تسلسل الجينوم بفك الشيفرة الكاملة لسلاسل الحمض النووي، ما يوفر كمًّا هائلًا من البيانات حول الأصول الجينية، المخاطر الوراثية للأمراض، وتحديد الأغذية المناسبة، إلى جانب تطبيقات أخرى في الطب والزراعة والتكنولوجيا الحيوية.
وأوضح شفارتسيف أن الجهاز الروسي يمتاز بـ"نطاق كشف أوسع"، يسمح برصد مستعمرات الحمض النووي المتضخمة بدقة أعلى. وقال:
"داخل الجهاز، تتم عملية التضخيم الجيني، أي تكثير نسخ محددة من الحمض النووي، ما يُشكّل عناقيد قابلة للرصد بوضوح أعلى من الأجهزة المنافسة."
وكان الباحثون الروس يعتمدون سابقًا على أجهزة شركة "إلومينا" (Illumina) الأميركية، لكن التوريد توقّف بفعل العقوبات التكنولوجية. وردًا على ذلك، تعاونت "سينتول" مع أكاديمية العلوم الروسية لتطوير بديل محلي يُلبّي احتياجات البحث العلمي والتشخيص.
وأشارت وزارة التعليم والعلوم الروسية إلى أن تأسيس قاعدة تقنية وطنية مستقلة لتسلسل الجينوم سيدعم الدراسات الحيوية المعمقة حول آليات تطور الكائنات الحية ووظائفها.
وتُعد شركة "سينتول"، التي تأسست عام 1997 على يد خريجي كلية الكيمياء في جامعة موسكو الحكومية، واحدة من أبرز الجهات الروسية العاملة في مجال تحليل وتركيب الأحماض النووية.