ترأّس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، عصر اليوم في السرايا الحكومية، اجتماعًا موسّعًا خُصّص لمتابعة مشكلة التلوّث المزمن في نهر الليطاني وبحيرة القرعون، في ظلّ مؤشرات بيئية خطيرة ناجمة عن جفاف غير مسبوق وتفاقم التلوّث الصناعي والزراعي والصرف الصحي، وسط تحذيرات من تداعيات مباشرة على الصحة العامة وسلامة الموارد الطبيعية.
شارك في الاجتماع كلّ من وزراء: الصناعة جو عيسى الخوري، الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، البيئة تمارا الزين، الزراعة نزار هاني، إلى جانب محافظ البقاع كمال أبو جودة، محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر، رئيس مجلس إدارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علويّة، رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد علي قباني ونائبيه إبراهيم شحرور ويوسف كرم، رؤساء اتحادات بلديات البقاع الأوسط، السهل، والبحيرة، إضافة إلى ممثلين عن الوزارات والمؤسسات المعنية ومستشاري رئيس الحكومة.

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد الرئيس سلام على أن ما يشهده لبنان من أزمة جفاف حاد وتراجع تدفّقات المياه إلى بحيرة القرعون إلى ما دون ٤٥ مليون متر مكعب، إضافة إلى تلوّث أكثر من ٦١ مليون متر مكعب من المياه، بحسب تقارير موثوقة، يُشكّل تحديًا بيئيًا وإنسانيًا لا يحتمل التأجيل أو التراخي.
وأوضح أن "هذا الاجتماع يأتي للاستماع إلى تقرير مصلحة الليطاني حول تطوّرات الوضع، وتوحيد الجهود، والبحث في حلول عملية ومستدامة لمعالجة التلوّث المزمن"، مشيرًا إلى أن "المطلوب من كل الجهات المعنية البدء الفوري بتنفيذ الإجراءات الضرورية لمعالجة الصرف الصحي غير المعالج، والنفايات الصناعية، والتسرّب الزراعي، مع اتخاذ الاحتياطات الضرورية لمنع عودة بكتيريا الكوليرا التي ظهرت العام الماضي في الحوض الأعلى".
ولفت سلام إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين الوزارات والمؤسسات لتطبيق خطوات فعّالة، من ضمنها: معالجة مياه الصرف، تفعيل الرقابة البيئية، إصلاح البنى التحتية، وإشراك المجتمعات المحلية في حماية النهر واستعادة نوعية مياهه لما فيه مصلحة أهالي البقاع والمنطقة الجنوبية.

ودعا رئيس الحكومة إلى أن يُفضي الاجتماع إلى إعداد خارطة طريق تنفيذية تتضمن:
أولويات التدخل.
تحديد المسؤوليات.
المهلة الزمنية المطلوبة للإنجاز.
وأكد التزامه بمتابعة هذا الملف شهريًا، قائلاً إن "الصحة البيئية للبقاع والجنوب لا تحتمل الانتظار، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم"، مشيرًا إلى أنه سيكون لهذا الاجتماع طابع شهري دوري لمتابعة التنفيذ.

وقدّم رئيس المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، الدكتور سامي علويّة، عرضًا شاملاً تضمن معطيات ميدانية وخرائط بيئية تُظهر واقع التلوّث ومصادره وتأثيراته، إلى جانب العوائق الإدارية والتقنية التي تؤخّر تنفيذ الخطط العلاجية.
وتخلل الاجتماع مداخلات من الوزراء والمشاركين، وانتهى إلى تكليف الدكتور سامي علويّة بتحضير خارطة طريق لخطة علاجيّة سريعة بالتنسيق مع كلّ الجهات المعنية، على أن يتم عقد اجتماع شهري لمتابعة التقدّم.