انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يوثّق لحظة إجبار ثلاثة شبّان دروز على القفز من شرفة أحد المباني في مدينة السويداء جنوب سوريا، وسط إطلاق نار كثيف باتجاههم من قبل مسلحين، في مشهد أثار موجة غضب واسعة على المنصات الاجتماعية وفي الأوساط الحقوقية والسياسية.
وبحسب ما تداوله ناشطون، فإن الضحايا الثلاث هم الأشقاء معاذ عرنوس (مواليد 2002، طالب في كلية طب الأسنان)، براء عرنوس (مواليد 2005، طالب هندسة)، وأسامة عرنوس (مواليد 1998، طبيب أسنان). وقد وقعت الحادثة يوم الأربعاء الواقع فيه 16 تموز، في أحد أحياء مدينة السويداء، التي تعد المعقل الرئيسي لطائفة الموحّدين الدروز.
الفيديو المصوّر الذي التُقط على ما يبدو من مبنى مجاور، يُظهر المسلحين وهم يصرخون على الشبّان ويطلقون النار نحوهم، في محاولة لترهيبهم وإجبارهم على القفز، الأمر الذي اعتبرته جهات حقوقية محلية ودولية بمثابة "جريمة إعدام خارج القانون".
وتأتي هذه الحادثة ضمن سياق تصعيد غير مسبوق تشهده السويداء منذ أسبوع، على خلفية اشتباكات دموية اندلعت بين جماعات مسلّحة تنتمي لعشائر من البدو، وقوات أمنية تابعة للنظام السوري، وسط اتهامات محلية بدخول جماعات متطرفة وعناصر أجنبية على خط المواجهة.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن حصيلة أعمال العنف في المحافظة ارتفعت إلى 1120 قتيلاً، موزعين بين 427 مقاتلاً و298 مدنيًا من أبناء الطائفة الدرزية، إضافة إلى 354 عنصرًا من وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، و21 قتيلًا من أبناء العشائر.
وأثارت هذه التطورات الميدانية مخاوف من انزلاق الأوضاع الأمنية في الجنوب السوري إلى حالة فوضى مفتوحة، قد تُعيد البلاد إلى مسار النزاع الأهلي المسلّح بعد أكثر من 13 عامًا على اندلاع الحرب، في ظل غياب أي مبادرات سياسية فاعلة أو حلول تفاوضية مستدامة.
وكانت جهات درزية روحية وزعامات سياسية قد دعت في وقت سابق إلى وقف شامل لإطلاق النار، وحصر السلاح بيد الدولة، وفتح تحقيقات شفافة في ما وصفوه بـ"جرائم الإبادة" التي استهدفت المدنيين في الأيام الماضية.
الـــمــــزيــــــــــد
