عرضت روسيا للمرة الأولى لقطات نادرة من داخل ما وصفته بأنه أكبر مصنع في العالم لإنتاج الطائرات المسيّرة القتالية، وذلك في إطار حملة إعلامية تعكس تصاعد الاعتماد الروسي على المسيّرات في الحرب المستمرة ضد أوكرانيا منذ شباط 2022.
اللقطات، التي بثتها قناة "زفيزدا" التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أظهرت خطوط إنتاج واسعة داخل منشأة صناعية ضخمة قرب بلدة يلابوغا في جمهورية تتارستان وسط روسيا، حيث يعمل المئات من الشبان والشابات في تجميع طائرات هجومية سوداء ذات تصميم مثلثي، شبيه بطائرات "شاهد" الإيرانية.
ويظهر في الفيديو، الذي بلغت مدته 40 دقيقة، عمال بأزياء موحدة ووجوه مغطاة، وهم يعملون على تصنيع الطائرات ضمن بيئة شديدة التنظيم. كما تظهر شاشات في المصنع كتب عليها: "كورتشاتوف، كوروليوف، وستالين موجودون في حمضكم النووي"، في إشارة رمزية إلى رموز القوة العلمية والعسكرية في الحقبة السوفياتية.
وقال مدير المصنع، تيمور شاغيفالييف، المصنّف على لائحة العقوبات الأميركية، إن المصنع "ينتج 9 أضعاف ما كان مخططاً له في البداية، ويشغّل مئات المتدربين من الشبان الروس الذين يعملون ويدرسون في الكلية نفسها".
وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على شاغيفالييف لتورطه في تعزيز القدرات العسكرية الروسية في الحرب على أوكرانيا. ويقع المصنع على بُعد أكثر من 1000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، لكنه بات في الأشهر الأخيرة هدفاً معلناً لسلاح الجو الأوكراني، في ظل تصاعد هجمات كييف المضادة.
وتعكس هذه الخطوة الروسية تصعيداً واضحاً في وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة، إذ أفادت وكالة "فرانس برس" بأن عدد المسيّرات التي تطلقها موسكو يومياً نحو المدن الأوكرانية بلغ مستويات قياسية في الأسابيع الأخيرة. وتأتي هذه الهجمات رغم دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة لوقف الحرب، وآخرها في تصريحات أدلى بها مطلع هذا الشهر، معتبراً أن استمرار الحرب "ليس في مصلحة أي من الطرفين".
يُشار إلى أن المسيّرات من طراز "غيران"، التي تنتجها موسكو، تعتمد في تصميمها على النموذج الإيراني المعروف بـ"شاهد"، والتي زوّدت بها طهران روسيا في وقت سابق من الحرب.
الـــمــــزيــــــــــد
