المحلية

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 22 تموز 2025 - 17:00 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

ما يجري في سوريا لا يطمئن... هل تطال إرتداداته لبنان ودول الجوار؟

ما يجري في سوريا لا يطمئن... هل تطال إرتداداته لبنان ودول الجوار؟

"ليبانون ديبايت"

في ظل التصعيد الأمني والسياسي في الجنوب السوري، تتجه الأنظار إلى محافظة السويداء، التي باتت تشهد تحولات ميدانية لافتة قد تكون مقدّمة لتغييرات أعمق في البنية الجغرافية والسياسية للدولة السورية.

وفي قراءة معمّقة لهذه التطورات، يسلّط الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان الضوء على أبعاد ما يجري، محذرًا من أن استمرار الانكفاء الرسمي عن السويداء، وسط تزايد المؤشرات على تشظٍ داخلي يهدد الكيان الوطني برمّته.


ويرى شومان أن ما يحصل في سوريا لا ينفصل بالمبدأ عن لبنان، فالسيناريو الإسرائيلي الأول يقوم على جعل منطقة الجنوب السوري بمحافظاته الثلاث: درعا، والقنيطرة، والسويداء، منطقة منزوعة السلاح، والتي تبلغ مساحتها حوالي 10 آلاف كيلومتر، أي ما يوازي مساحة لبنان، ويريدها الإسرائيلي منطقة عازلة.


والمسألة الثانية برأيه أن إقامة هذه المنطقة، وبالتالي عدم إعطاء الأميركيين ضمانات للسوريين أو للحكم السوري، بعد تكرار الاعتداءات الإسرائيلية، يشبه الوضع في لبنان، حيث لم يعطِ أي وسيط أميركي ضمانات للبنان، من آموس هوكشتاين إلى مورغان أورتاغوس إلى توم باراك، ولم يحصل الرؤساء الثلاثة في لبنان على ردّ على سؤالهم الموحد حول الضمانات، حيث تنصّل الموفدون في كل مرة وأجابوا بأنهم لا يستطيعون أن يُلزموا إسرائيل بأي شيء، والأمر يتكرر اليوم في سوريا، فهناك مجموعة شروط إسرائيلية تسعى حكومة نتنياهو لفرضها على الحكم في سوريا، وأولها أن تكون تل أبيب الراعية الأمنية، لا بل السياسية أيضًا، لبعض التيارات المتعاملة معها في السويداء، وتحديدًا التيار الذي يتعامل معها بقدر معين.


والمسألة الثالثة التي يتنبه لها شومان هي أنه يُراد أن يكون الشيخ موفق طريف هو المرجعية الروحية والسياسية لمحافظة السويداء، وقد يكون مشروعًا إسرائيليًا يتمدد إلى لبنان، بحيث يتحول الشيخ طريف إلى مرجعية روحية لكل الدروز من فلسطين المحتلة إلى سوريا ولبنان، أما المسألة الرابعة التي يُنبه إليها، فهي أن تل أبيب لا تريد أن يكون هناك قواعد عسكرية تركية في سوريا، وقد صدر أكثر من تحذير واضح في هذا المجال، أما المسألة الخامسة، فتتعلق بالشق الاقتصادي، فهناك معاهدات تجارية وُقّعت بين السعودية والأردن و"سوريا الجديدة"، وترى إسرائيل نفسها أنها خارج المعادلة، ما يُطيح بطموحها بأن تتحول إلى جسر عبور تجاري في منطقة الشرق مع أوروبا، كما ترى أن هذه المعاهدات تضرب ممر الخط الهندي، وهناك نقطة أساسية هي أنه عندما تسيطر إسرائيل أمنيًا وعسكريًا ضمن منطقة معزولة في الجنوب السوري، فإن ذلك يتيح لها التحكم بالموارد الطبيعية، وخصوصًا الماء، فتكون صاحبة القرار النهائي في توزيع المياه.


وفي اعتقاده، فإن من بعض الأبعاد الاستراتيجية أن منطقة الجنوب السوري لا يُقرَّر مصيرها في دمشق، بل في تل أبيب، سواء من خلال الاعتداءات أو التدخل الواضح في الأحداث هناك، بغض النظر عن الجرائم التي ارتكبها البدو بحق الأهالي، فهذه المنطقة، والسويداء خصوصًا، لا يقرّر مصيرها أحمد الشرع أو دمشق. ويتوقف عند خطورة موضوع سحب السلاح من أهالي السويداء، الذي قد تعثّر، وهو ما سيؤدي إلى تعثر المفاوضات التي تجريها الدولة السورية مع "قسد".


لذلك، يتصور شومان أننا أمام واقع أمني في السويداء عبر تكريس مشهد جديد ينسحب على شمال شرق سوريا، فنصبح أمام عدة مرجعيات أمنية في سوريا "قسد"، ودمشق، والجنوب السوري، وهذا يُطيح ويسقط ـ بدون أدنى شك ـ الجهود لإعادة توحيد سوريا.


ويخلص إلى أننا أمام واقع مجزّأ أمنيًا وسياسيًا، لكن من دون الإعلان عنه رسميًا، والأميركي، الذي يقول إنه مع وحدة الأراضي السورية ومع الدولة المركزية، يخرج بعض مسؤوليه ليقولوا إن الولايات المتحدة لا تعارض المشروع الفيدرالي، أي أن هناك تضاربًا في المواقف الأميركية، لذلك، لا يطمئن شومان إطلاقًا على ما يجري في سوريا، وعلى ما سيترتب عليه من ارتدادات على لبنان ودول الجوار مثل الأردن والعراق.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة