ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجبر أوكرانيا على الدخول في مفاوضات مباشرة مع روسيا، بعدما أوضح للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن كييف لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويجب أن تتخلى عن مطالبها بالمناطق "المعاد توحيدها" مع روسيا، وفق تعبير الصحيفة.
وبحسب التقرير، أدرك زيلينسكي بعد مشادة مع ترامب في البيت الأبيض أن من غير المجدي المطالبة بضمانات أمنية جدّية من واشنطن، في ظل موقف الرئيس الأميركي الذي بدا حاسمًا في الضغط نحو التسوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب منح مهلة من ٥٠ يومًا للتوصل إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن بشأن الملف الأوكراني، معتبرة أن هذه المهلة تعكس "تسرعًا أكثر منه عزيمة"، ولا يُتوقع أن تؤدي إلى نتائج ملموسة.
وأضافت أن إدارة ترامب باتت أمام خيارين: إما مواصلة الدعم العسكري والاستخباراتي لكييف، أو إنهاء الدعم والخروج من الصراع، مشددة على أن السيناريو الثاني "يشكل تهديدًا كبيرًا" لأوكرانيا.
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في ٢٢ تموز أن الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا ستُعقد خلال الأسبوع الجاري. وكان الرئيس الأوكراني قد صرّح في وقت سابق أن اللقاء المقبل سيُعقد في ٢٣ تموز في تركيا، بينما أفاد مصدر روسي بأن الجولة ستُعقد في ٢٤ تموز.
وكانت الجولتان السابقتان من المفاوضات، اللتان جرتا في إسطنبول في ٢٦ أيار و٢ حزيران، قد أسفرتا عن اتفاق على تبادل الأسرى بصيغة "ألف مقابل ألف"، بالإضافة إلى إعادة الأسرى المرضى وصغار السن (تحت ٢٥ عامًا) وفق مبدأ "الكل مقابل الكل".
وفي إطار تنفيذ تلك الاتفاقات، سلّمت موسكو إلى كييف، خلال حزيران، جثامين ٦٠٦٠ جنديًا أوكرانيًا، واستعادت ٧٨ جنديًا روسيًا، ثم سلّمت في ١٧ تموز ألف جثة إضافية مقابل استلام ١٩ جثة لجنود روس.