"ليبانون ديبايت" - أنطوني سعد
في زمن الانهيار، تكتسب الكلمات معنى مضاعف. وفي بلدٍ كلبنان، الغارق في الأزمات والانقسامات، لا مجال للغموض أو الخطاب المزدوج.
حين زارت مورغان أورتاغوس بيروت، لم تساير ولم تداور. قالت بصراحة ما تفكّر به واشنطن، من دون تلميحات ناعمة أو رسائل مغلّفة.
قالت: "القرار لكم، لكن العواقب ستكون عليكم."
رسالة واضحة، بلا أكاذيب ولا مساحيق تجميل.
أما توم باراك، المبعوث الأميركي الحالي، فجاء محمّلاً بخطاب مبهم يتحدث عن "الاستقرار" و"التهدئة" و"دعم الدولة"، لكنه يلوّح بين السطور بسيناريو الفوضى.
يقول إن ملف سلاح حزب الله شأن داخلي، ثم يربطه بالمعونات والتهدئة والانسحابات والخرائط الإقليمية.
يتحدث كمن يحترم السيادة، لكنه يضع لبنان أمام "خيار إجباري":
إما التجاوب مع الورقة الأميركية، أو خسارة كل شيء.
وفي الكواليس؟ تهديد مبطّن: لا غطاء، لا دعم، لا حماية!
أورتاغوس كانت، على الأقل، صادقة. لم تتظاهر بأنها حيادية. قالت رأيها وتحملت نتائجه.
أما باراك، فيريد أن يكون وسيطًا وخصمًا في آنٍ معًا... مبعوثًا دبلوماسيًا، ومندوبًا أمنيًا، ومسؤولاً عن شروط الخارج والداخل.
لبنان لا يحتاج إلى المزيد من المراوغات.
ما يحتاجه هو موقف واضح لا يخجل من تسمية الأشياء بأسمائها.
وبهذا المقياس، تفوقت مورغان أورتاغوس... وفشل باراك.