حذّر المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، الرئيس السوري أحمد الشرع من أنّ استمراره في النهج الحالي، بعد جولة دامية من الصراعات الطائفية، يهدّد بفقدان الدعم الدولي ويعرض البلاد لخطر التفتيت، داعياً إلى تبني مقاربة أكثر شمولاً وإعادة النظر في سياساته.
وفي مقابلة أجراها في بيروت مع وكالة "رويترز"، قال برّاك إنّه ناقش مع الشرع ضرورة "تقويم بنية الجيش التي تشكّلت قبل الحرب، والحد من نفوذ الإسلاميين"، معتبراً أنّه من الضروري طلب دعم أمني من الأطراف الإقليمية.
وأضاف برّاك: "على الشرع أن يقول: سأتأقلم بسرعة، لأنني إن لم أفعل، سأفقد طاقة الكون التي كانت تقف ورائي". وتابع: "بإمكانه أن ينضج كرئيس، ويعلن بوضوح أنّ الاستمرار في الأسلوب القديم لم يعد يجدي نفعاً".
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن الحكومة الجديدة مطالبة بإشراك الأقليات بصورة عاجلة في هيكل الحكم، مشدداً في الوقت نفسه على غياب خطة بديلة حال فشل هذا النظام، وقال: "لا أحد يملك بديلاً جاهزاً، وإذا سقط النظام الحالي، فلا خليفة له".
وتأتي تصريحات برّاك بعد أسبوع من تصاعد العنف في محافظة السويداء الجنوبية، حيث أدّت اشتباكات بين مسلحين دروز وعشائر بدوية إلى مقتل المئات، بينهم مدنيون، وسط اتهامات للقوات الحكومية بالتواطؤ في المجازر التي طالت الطائفة العلوية في آذار، وأخرى بحق الدروز في تموز.
وقد شنّت إسرائيل غارات جوية، قالت إنها لمنع "مجزرة وشيكة" كانت ستُرتكب ضد الدروز، فيما أفادت تقارير متقاطعة بأن القوات السورية لم تدخل مدينة السويداء، بموجب اتفاق غير معلن مع إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال برّاك إن الفيديوهات المتداولة عن الانتهاكات لا يمكن الوثوق بها بشكل قاطع، ملمّحاً إلى احتمال تورّط عناصر من "داعش" تنكّروا بلباس الجيش السوري.
وكان الشرع قد تسلّم السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الأول الماضي، متعهداً بحماية الأقليات، غير أن الوقائع الميدانية الأخيرة تهدد بنسف هذا التعهد.
وساهمت وساطة أميركية في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجماعات المسلحة والفصائل الدرزية في 13 تموز، ما أنهى موجة من القتال العنيف الذي كاد أن يتطوّر إلى حرب أهلية جديدة.
الـــمــــزيــــــــــد
