وبحسب مصادر خاصة لـ "ليبانون ديبايت"، فإن الحراك الذي يقوم به مفتي الجمهورية بالتنسيق مع مفتيي المناطق، يهدف بشكل أساسي إلى منع انتقال نيران الفتنة من الداخل السوري إلى لبنان، بعد الحديث عن محاولات مشبوهة لإثارة النعرات، لا سيما الطائفية منها، في بعض المناطق اللبنانية، وتحديدًا في الشمال.
وتشير المصادر إلى أن دار الفتوى تؤكد أن ما يحدث في سوريا ليس صراعًا مذهبيًا بين السنّة والدروز، بل هو خلاف داخلي ضمن الطائفة الدرزية، تطوّر لاحقًا إلى صراع مع الدولة السورية.
وإلى جانب البُعد الديني، تشدّد المصادر على أن حراك مفتي الجمهورية يُعدّ جزءًا من مسار وطني أوسع، يهدف إلى التحضير لانعقاد قمة روحية موسعة، خاصة بعد إجتماع لجنة متابعة القمة الروحية منذ يومين.
ولا يقتصر الحراك الذي يقوده المفتي دريان على القضايا السياسية العامة، وفق المصادر بل يشمل أيضًا ملفات أخرى، من بينها قضية الموقوفين الإسلاميين والسوريين، والتي يعتبرها المفتي من الملفات الحساسة التي يجب معالجتها سريعًا، لتفادي استغلالها من قبل البعض لزعزعة الأمن الداخلي.
في المحصلة، تؤكد المصادر، أن الحراك الذي يشهده لبنان اليوم على مستوى دار الفتوى، يعكس وعيًا وطنيًا بمخاطر المرحلة، ورغبة حقيقية في الحفاظ على السلم الأهلي، عبر تعزيز منطق الدولة والمؤسسات، وتقديم المصلحة اللبنانية على أي انتماء أو أجندة خارجية، وهو تحرك يُنتظر أن يتكامل مع جهود روحية ووطنية أخرى، لقطع الطريق أمام الفتنة، وصون استقرار لبنان.