كشفت مصادر في حركة "حماس" عن تفاصيل ردها الرسمي على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم تسليمه فجر اليوم الخميس إلى الوسطاء المعنيين.
وأوضح مصدر في الحركة لوكالة "رويترز" أن أبرز ما تضمّنه الرد هو التأكيد على ضرورة استمرار المفاوضات بعد مرور 60 يومًا من وقف إطلاق النار، حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، وذلك بهدف الحؤول دون استخدام الهدنة كغطاء لاستئناف الحرب.
وأشار المصدر إلى أن الرد شمل نقاطًا فنية محدّدة، من بينها الدعوة للعودة إلى بروتوكول 19 كانون الثاني لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقديم خرائط معدّلة تتضمن رؤية الحركة لانتشار القوات الإسرائيلية داخل القطاع.
وأكد أن المفاوضات لا تزال في إطار "اتفاق إطار" ولم تصل إلى مرحلة الصيغة المفصّلة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي بيان مقتضب عبر "تلغرام"، أعلنت حماس تسليم ردها إلى "الإخوة الوسطاء"، مشيرة إلى أنه يمثل الموقف المشترك للفصائل الفلسطينية.
من جهتها، أفادت رئاسة الحكومة الإسرائيلية بأن فريق الوساطة نقل ردّ حماس إلى طاقم التفاوض الإسرائيلي، وأن العمل جارٍ على دراسته.
ونقل مصدر مصري مطّلع أن الإدارة الأميركية أكدت التزامها بضمان استمرار المفاوضات حتى بعد انتهاء مدة الهدنة، حتى في حال لم يُنجز اتفاق دائم، مضيفًا أن "الكرة الآن في ملعب الجانب الإسرائيلي"، في إشارة إلى انتظار رد تل أبيب على التعديلات التي اقترحتها حماس بشأن المساعدات وخرائط الانتشار.
وفي حال وافقت إسرائيل على هذه البنود، قال المصدر إن ذلك يعني التوصل إلى "إطار تفاوضي" يسمح بدخول الهدنة حيّز التنفيذ فورًا.
بدوره، شدد البيت الأبيض مساء أمس الأربعاء على أن واشنطن تسعى لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل الإفراج عن المحتجزين "في أقرب وقت ممكن". وأشار إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيجري لقاءات في إيطاليا مع مسؤولين من الشرق الأوسط لمتابعة النقاشات.
وفي تطور لافت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن فريق التفاوض الإسرائيلي الموجود في الدوحة حصل على تفويض سياسي جديد لبحث إمكانية إنهاء الحرب.
وأشارت الهيئة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أبدى مؤخرًا انفتاحًا على إنهاء الحرب خلال مرحلة وقف إطلاق النار، وهو موقف أكد عليه عدد من الوزراء الذين التقوه مؤخرًا.
وبحسب تقارير أمنية إسرائيلية، فإن أحد الأسباب الرئيسة لهذا التوجه هو تراجع قدرة الجيش الإسرائيلي على مواصلة القتال في غزة، كما عرض رئيس الأركان، إيال زامير، على نتنياهو تقييمًا ميدانيًا يشير إلى صعوبة الاستمرار بالعمليات العسكرية، وسط ازدياد المطالب الداخلية بوقف الحرب.