عقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان نويل بارو جلسة تشاورية في باريس، أمس الأربعاء، بحثا خلالها مجموعة من القضايا الإقليمية، في مقدّمها مؤتمر حل الدولتين الذي تستضيفه الأمم المتحدة في نيويورك يومَي الإثنين والثلاثاء المقبلين برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية.
وأشادت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، بـ"عمق العلاقات الثنائية" بين الرياض وباريس، مؤكدة أن الجانبين ناقشا سبل الإسهام في حل أزمات المنطقة وفق القانون الدولي، والعمل على ترسيخ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وتناول الوزيران ملف المؤتمر المزمع عقده في نيويورك، حيث شدّدا على أهمية أن يُفضي إلى التزامات ملموسة تتيح لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية العيش بسلام وأمن متبادل، بما ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة.
وفي ما يخص الوضع في قطاع غزة، جدّد الوزيران دعمهما للجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصّل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن. كما دعوا إسرائيل إلى الكف عن عرقلة إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وعلى صعيد الأزمة السورية، أعرب الوزيران عن قلقهما إزاء التطورات الأخيرة في منطقة السويداء، مطالبَين جميع الأطراف باحترام وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 تموز الحالي.
وأكد الجانبان أن حماية المدنيين "واجب لا يسقط تحت أي ظرف"، داعيين السلطات السورية والقيادات المحلية في السويداء إلى استئناف الحوار والتوصّل إلى تسوية دائمة تعزّز وحدة سوريا واستقرارها. كما شدّدا على ضرورة كشف ملابسات الانتهاكات بحق المدنيين وتحديد المسؤولين عنها ومحاسبتهم، وفق الالتزامات المعلنة من الحكومة السورية.
وجدّد الوزيران التمسّك بالمبادئ الواردة في "إعلان باريس بشأن سوريا" الصادر في 13 شباط الماضي. ومن المرتقب أن تحتضن باريس، يوم الجمعة، محادثات بين الحكومة السورية وممثلين عن الأكراد، بحضور السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث إلى سوريا توم برّاك.
وفي ما يتعلق بلبنان، أكّد الوزيران دعم بلديهما الكامل للسلطات اللبنانية لتنفيذ الإصلاحات اللازمة في أسرع وقت، بهدف إنقاذ الاقتصاد وتعزيز مؤسسات الدولة وسيادتها على كامل أراضيها.
كما شدّد الوزير الفرنسي على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والوفاء بالالتزامات المتبادلة، مجدّداً التزام بلاده مع واشنطن بآلية مراقبة الهدنة، ودور قوات "اليونيفيل" في حفظ الاستقرار بجنوب لبنان.
وفي الملف النووي الإيراني، دعا الوزيران طهران إلى استئناف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمضي في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق قوي ومستدام يخضع لإشراف فعّال ويحدّ من الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة.