أعلن المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن قراره إعادة فريق التفاوض الخاص به من العاصمة القطرية الدوحة، عقب ما وصفه بـ"الرد الأخير من حماس"، والذي قال إنه يُظهر "بوضوح عدم الرغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
ويأتي هذا التطور بعد جولة مكثفة من المحادثات التي جرت في الدوحة بمشاركة الوسطاء، وكانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، إلا أن الرد الذي قدمته الحركة لم يلبّ – بحسب ويتكوف – الحد الأدنى من الشروط المطلوبة لتحقيق تقدم في المفاوضات.
وقال ويتكوف: "قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأخير من حماس، الذي يُظهر بوضوح عدم رغبتهم في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. لقد بذل الوسطاء جهودًا كبيرة، لكن يبدو أن حماس ليست منسقة أو لا تتصرف بحسن نية". وأضاف: "سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، ومحاولة خلق بيئة أكثر استقرارًا لسكان غزة"، خاتمًا بيانه بانتقاد حاد للحركة، واصفًا سلوكها بـ"الأناني والمخزي"، ومؤكدًا تمسّك بلاده بالسعي لإنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم.
وتشير هذه التصريحات إلى تعثّر جديد في جهود الوساطة الدولية، ما يلقي بظلال ثقيلة على مستقبل الهدنة وتبادل الأسرى، وسط استمرار القصف والمعارك في القطاع.
وفي موازاة الموقف الأميركي، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي مطّلع على المفاوضات، أن إسرائيل لا تعتبر أن هناك "انفجارًا أو انهيارًا"، إنما هي في مرحلة مشاورات بعد 18 يومًا من المفاوضات المتواصلة التي أحرزت "تقدمًا ملحوظًا"، بحسب تعبيره.
وقال المصدر: "سنعود إلى الدوحة عندما نجد سبيلاً لتضييق الهوّة والوصول إلى مرحلة الحسم. الخلافات ما زالت قائمة حول كل القضايا المحورية، لكننا لن نتخلى عن أي رهينة، ولن نيأس من مهمة عودتهم المقدسة".
وحول مضمون الرد الأخير من حماس، قال المصدر الإسرائيلي إن الحركة قدّمت موقفها بشأن أعداد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، "لكن هذه الأرقام لا تسمح بالتقدم ما لم تُجرِ حماس تعديلاً على موقفها، أو يجري بحثها مع الوسطاء أو داخل فريقنا التفاوضي". وأضاف أن "مناقشات القضايا الحساسة كضمانات إنهاء الحرب، والخرائط، وآليات التنفيذ لم تبدأ بعد، لكنها قد تُستأنف سريعًا حال تذليل العقبات الأساسية".