"ليبانون ديبايت"
على غرار أبراج المراقبة البريطانية على الحدود اللبنانية – السورية في بعض المناطق البقاعية، تطرح بريطانيا مجدداً إنشاء أبراجٍ على الحدود الجنوبية من أجل دعم ومساعدة الجيش في مهامه لتعزيز الأمن والإستقرار على الحدود. وإذا كانت تجربة الأبراج على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، لا تُنبىء بالكثير من الفاعلية، فإن الإشكالية التي أثارتها هذه الأبراج مع سوريا تتكرر اليوم مع إسرائيل، وسط اعتراضات على استغلالها من أجل تهديد الإستقرار الحدودي.
ووفق الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، فإن الطرح البريطاني يسقط الذرائع والإدعاءات الإسرائيلية من احتلالها للتلال الخمس في الجنوب، ويفقد إسرائيل كل المبررات التي كانت تسوقها من أجل رفض الإنسحاب من هذه النقاط الخمس. ويوضح العميد ملاعب ل"ليبانون ديبايت" أن بريطانيا قد دخلت على خطّ الحراك الدولي من أجل إزالة الإحتلال، علماً أنها تدعم الدولة اللبنانية منذ العام 2014 وقدمت للبنان التجهيزات لإنشاء أبراج مراقبة من أجل ضبط الحدود مع سوريا، ذلك أن الفكرة البريطانية من وراء هذه الأبراج، هي وضع ضوابط لحركة التهريب التي تشمل السلاح والمخدرات والبشر على هذه الحدود.
وعن فاعلية الأبراج البريطانية، يشير ملاعب إلى أنها لم تحل دون استمرار التهريب على أنواعه كما لم تضبط تسلل عناصر إرهابية من تنظيم "داعش" من سوريا إلى لبنان، موضحاً أن التدابير المتخذة على الحدود لن تكون كافية إن لم تتمّ معالجة أسباب التهريب وهي الحدود المتشابكة، وإلاّ فإن الواقع لن يتغير على الأرض.
وفي هذا المجال فإن المخاوف جدية من أن تكون معابر التهريب غير الشرعية، ناشطة في هذه المرحلة من أجل تهريب السلاح إلى وجهات مختلفة عن السابق وقد تكون الخلايا الإرهابية النائمة. ويؤكد ملاعب على أهمية القرار السياسي من أجل أن تكون للأبراج جنوباً أو بقاعاً، فاعلية وقدرةً على تحقيق أهدافها وهي رصد وضبط ومكافحة مافيات التهريب التي تنشط على عشرات المعابر غير الشرعية.
ويُشار هنا إلى أن الموفد الأميركي توم براك كان قد حمل في ورقة اقتراحاته إلى بيروت ملف ترسيم الحدود السورية - اللبنانية وقد تعهد لبنان بالعمل على إطلاق مفاوضات مع دمشق من أجل البدء بالترسيم، ولكن التطورات الأخيرة قد حالت دون وضع أي آلية عمل، خصوصاً بعد طيّ صفحة زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت.