هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الأحد، قرار الجيش الإسرائيلي السماح بإسقاط مساعدات إنسانية جواً على قطاع غزة وفتح ممرات آمنة لقوافل الإغاثة، معتبراً أن هذه الخطوة "استسلام لحملة حماس الكاذبة"، بحسب تعبيره.
وقال بن غفير إن "زيادة كمية المساعدات التي تدخل غزة تُبعد فرص استعادة المخطوفين وتؤخر النصر الكامل في الحرب"، مضيفًا أن "الطريقة الوحيدة لكسب الحرب وإعادة الرهائن هي وقف المساعدات الإنسانية بشكل كامل، واحتلال قطاع غزة بأكمله، وتشجيع الهجرة الطوعية"، على حد وصفه.
وتأتي تصريحات بن غفير بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فوق شمال القطاع، وذلك استجابة للتحذيرات الدولية من خطر مجاعة جماعية تهدد أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في غزة.
وبحسب بيان الجيش، سيتم تخصيص ممرات إنسانية لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إضافة إلى "فترات تعليق مؤقتة للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية"، لا سيما في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. وتشمل المساعدات المسقطة جواً طرودًا تحتوي على طحين، وسكر، وأطعمة معلبة، مقدّمة من منظمات دولية.
وتؤكد مصادر فلسطينية أن عمليات الإنزال الجوي بدأت بالفعل فوق شمال القطاع، في وقت ترتفع فيه أعداد ضحايا سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 125 شخصًا فارقوا الحياة بسبب الجوع، بينهم 85 طفلًا.
ورغم التدهور الإنساني الحاد، واصلت إسرائيل نفيها وجود "مجاعة"، متهمة حركة حماس بترويج ما وصفته بـ"حملة زائفة". وذكر بيان الجيش أن "مسؤولية توزيع المواد الغذائية تقع على عاتق الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة"، داعيًا تلك الجهات إلى تحسين أدائها وضمان عدم تسرب المساعدات إلى "الجماعات المسلّحة".
وفي المقابل، تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، كان آخرها بيان من بريطانيا و28 دولة أخرى يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، في ظل تقارير تفيد بأن نحو 700 شاحنة محملة بالمساعدات لا تزال متوقفة داخل غزة دون توزيع، وسط اتهامات للأمم المتحدة بالعجز عن إيصالها.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد وصف الوضع في غزة بأنه "مجاعة جماعية من صنع الإنسان"، محذرًا من كارثة متفاقمة إذا لم تُفتح الطرق أمام المساعدات بشكل فعّال ومستمر.